تستعد شركة "الخطوط الملكية المغربية" لاطلاق مناقصة دولية في نهاية سنة 2000 لتوسيع أسطولها التجاري تشمل الدعوة الى بناء أكثر من عشرين طائرة حديثة لتغطية برنامج عمل الفترة الممتدة بين السنوات 2001 حتى 2012. وتطمح الشركة الى تعزيز مواقعها الدولية والاقليمية في العقد المقبل، ومضاعفة حجم الأسطول الحالي، وتقوية التحالفات التجارية والمالية والتقنية. وهذه ثاني مناقصة دولية من هذا الحجم ستعلنها المغربية بعد المناقصة التي تمت عام 1986 ويستمر العمل بها حتى مطلع سنة ألفين. ولم تكشف الشركة أية تفاصيل حول مشروع التوسعة الذي يتم الاعداد له حالياً، لكن مصادر قالت ل "الحياة" ان العروض ستكون مفتوحة أمام صانعي الطائرات المدنية كافة، ولم تستبعد ان يتم اقتناء أنواع من طرازات "ايرباص" في حال قدمت الشركة الأوروبية عروضاً جيدة مقارنة بمنافسيها الأميركيين "بوينغ ودوغلاس" التي ظلت لعقود طويلة المزود الرئيسي لشركة "الخطوط الملكية المغربية". وكانت باريس عرضت في وقت سابق على الرباط وفي شكل رسمي شروطاً ميسرة لشراء طائرتين من "ايرباص" لوقف الاحتكار الأميركي للأسطول التجاري المغربي المتكون في معظمه من طرازات ل "بوينغ". وكانت "المغربية" وقعت في مطلع التسعينات عقداً لشراء عشر طائرات اضافية من صنع "بوينغ" تشمل طرازات 747 و757 و737 المعدلة بتكلفة قدرها نحو 900 مليون دولار قدم مصرف "اكسيم بنك" الأميركي ضمانات في شأنها. وتسلمت "المغربية" العام الماضي طائرتين هما "بوينغ 737" و"بوينغ 800" تستخدمهما في خطي سفر القاهرة في مصر وجدة في السعودية. وينتظر ان تتسلم "المغربية" طائرتين اضافيتين في السنة الجارية وثلاث في سنة 2000 واثنتين في 2001، ستستخدم في المسافات المتوسطة والطويلة في اتجاه أوروبا والشرق الأوسط. وتستخدم شركة الملاحة المغربية حالياً أربع طائرات من هذه الأنواع لرحلاتها الطويلة الى شمال القارة الأميركية وجنوب افريقيا والخليج. وتبدو "المغربية" في وضع مالي وتجاري مرض يسمح لها بمعاودة برنامج توسيع وتحديث أسطول الطائرات والاقتراض الدولي. وقال مدير عام الشركة السيد محمد حصاد ان "المغربية" حققت العام الماضي نحو 600 مليون دولار من حجم النشاط التجاري وقامت بنقل ثلاثة ملايين مسافر بزيادة قدرها 17 في المئة عن أعمالها في 1997. وأضاف ان أرباح الشركة زادت 45 في المئة قياساً بالعام السابق وبلغت الأرباح الصافية 43 مليون دولار 400 مليون درهم في وقت كانت جل شركات النقل الجوي الدولية تحقق تراجعاً في النشاط وتراكماً في الخسائر. وتعتقد "المغربية" ان نمو السياحة الدولية والتوسع التجاري وعولمة الاقتصاد والمبادلات من شأنه أن يساهم في تطور نشاط الشركة خاصة وأن موقع المغرب على مفترق القارات والبحار يعزز هذا التوجه. وكانت "المغربية" زادت نشاطها في اتجاه شمال القارة الأميركية بنحو 17 في المئة وفي اتجاه أوروبا 20 في المئة ودول المغرب العربي 15 في المئة وجنوب افريقيا 7 في المئة. وارتفع الطلب في نهاية العام الماضي 20 في المئة على أغلب الاتجاهات خاصة على خط أوروبا. تحالفات وتقوم خطة "المغربية" حالياً على تعزيز التحالفات في وقت تحتدم المنافسة وتتعرض الأسعار للضغط والانخفاض، فهي تملك اتفاقات تعاون مع كل من "ايرفرانس" و"ايرابيريا" الاسبانية، و"تي دبليو" الأميركية، و"طيران الخليج"، و"لوفتهانزا" الألمانية، اضافة الى تحالف محلي مع شركة "ريجيونال ايرويز" المغربية الخاصة. ويقوم التعاون مع "ايرفرانس" مثلا على استخدام بعض الخطوط بالتساوي كما هي حال خط باريس - الدار البيضاء، والرباط - باريس الذي يسمح لكل من المؤسستين القيام بأربع رحلات يومية. وفي خط ليون - الدار البيضاء تخصص الشركة الفرنسية نسبة من المقاعد لحليفتها المغربية التي تخصص بدورها مقاعد لحساب حليفتها في الرحلات المنطلقة من الدار البيضاء الى داخل القارة الافريقية، فيما "المغربية" تغطي جزءاً من الخطوط من أميركا الى منطقة شمال غرب افريقيا، لا سيما وكثير من الشباب المغربي يدرس في جامعات أميركية وكندية حيث توجد أكبر جالية مغربية تضم مسلمين ويهوداً. وتعتبر الدار البيضاء أقرب منطقة برية الى القارة الأميركية عبر الأطلسي إذ تدوم الرحلة ساعة أقل من مثيلتها المنطلقة من لندن أو باريس أو حتى لشبونة في البرتغال ست ساعات ونصف في المتوسط فوق المحيط الأطلسي. وتقول المغربية انها تتفاوض مع بروكسيل مقر الاتحاد الأوروبي لتحقيق صيغة "السماء المفتوحة" التي تسمح باستخدام الفضاء الأوروبي والمغربي بحرية أمام الشركات القطرية بما في ذلك استخدام جزء من الخطوط الداخلية. وكان غياب مثل هذا الاتفاق دفع قبل سنتين شركة "ايرليبرتي" الفرنسية التي يملكها رجل أعمال من أصل تونسي الى مغادرة سماء المغرب بعد احتدام المنافسة وتكبد خسائر هائلة انتهت بشرائها من قبل "بريتيش ايرويز" بعد سحب العرض المغربي الذي قدمته "المغربية" ومصارف فرنسية حليفة. وتعتقد الخطوط الملكية المغربية انها تتفوق في ادارتها ومؤهلاتها على شركات أوروبية عتيقة بفضل كفاءة العاملين وحسن التدبير التجاري والفني في الشركة. وكانت "المغربية" حصلت العام الماضي تقديراً لتلك الجهود على شهادة "جار 145" الفنية الخاصة بالجودة والسلامة وحصلت كذلك على شهادة "Air Agency Certificate" الأميركية. ويعبر الفضاء المغربي يومياً نحو 600 طائرة مدنية في اتجاه أربع قارات. رحلات منتظمة إلى غزة منتصف الشهر الجاري تعتزم شركة "الخطوط الملكية المغربية" تسيير رحلات جوية منتظمة إلى مطار غزة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية انطلاقاً من الدار البيضاء. وقالت الشركة إن برنامج الرحلات سينطلق في 15 شباط فبراير الجاري بمعدل رحلتين في الأسبوع ذهاباً واياباً على متن طائرات من طراز "بيونغ 737" و800 الحديثة النفاثة. ويقدر سعر تذكرة السفر من الدار البيضاء إلى غزة بنحو 400 دولار. وباستطاعة المسافرين على الخط التوقف في مطار القاهرة الدولي. ومن شأن رحلات "المغربية" فك العزلة عن مناطق السلطة الفلسطينية لا سيما ومطار الدار البيضاء قاعدة انطلاق نحو مناطق أخرى في أوروبا وشمال القارة الأميركية. وتقترح "المغربية" كذلك استئناف خط الرحلة إلى القدس لإتاحة زيارة الأماكن المقدسة. وتقول بعض المصادر إن خط الدار البيضاء - غزة من شأنه تعزيز قيام الدولة الفلسطينية مستقبلاً، إضافة إلى تعميق الروابط مع اليهود من أصل مغربي في إسرائيل الراغبين في زيارة أقاربهم وعائلاتهم في المغرب. ... والهاتف ايضا على متن "المغربية" وبما ان قبطان الطائرة سيطلب من الركاب، بثلاث لغات، عدم تشغيل التليفون النقال او الكومبيوتر المحمول، فإن طائرة "المغربية" تعرض في المقابل، على المسافرين على متنها، خدمات "إيركم" aircom الهاتفية، لقاء سعر يقدر ب 3.5 دولاراً أميركياً لكل 30 ثانية. وأدنى مدة لمكالمة يسمح باستخدام الهاتف الجوي خلالها هي دقيقة واحدة. ولإجراء مكالمات هاتفية أثناء السفر على متن "المغربية" يجب إخطار طاقم الطائرة الذي يقوم بتوفير "ايركم" للمسافر. ولاستخدام الهاتف الجوي، ُتتبع خطوات مبينة علي الجهاز بالضغط على أزرار خاصة.