تواجه معركة تحديث طائرات "الخطوط الجوية المغربية" صراعاً سياسياً شرساً يشارك فيه الفرنسيون والأميركيون خصوصاً أن الشركة ستشتري بين 20 و30 طائرة مختلفة الأحجام تصل قيمتها إلى 5.1 بليون دولار، ويمكن ان تحدد مسار تحديث اساطيل 18 شركة طيران عربية. أكد مصدر مأذون في "الخطوط الجوية الملكية المغربية" RAM أن الشركة تستعد لاعلان مناقصة دولية مطلع السنة 2000 لشراء بين 20 و30 طائرة مدنية من طرازات عدة لتحديث الاسطول وبرمجة رحلات جديدة، وتُقدر قيمة الصفقة بنحو 15 بليون درهم 5.1 بليون دولار. وأشار المصدر إلى أن "المغربية" ستنفذ ابتداء من سنة 2001 خطة توسع طموحة وستحتاج إلى طائرات جديدة حديثة تغطي المرحلة الممتدة إلى سنة 2012، ومن المنتظر ان يُصادق مجلس إدارة الشركة على خطة توسيع الاسطول وحجم الاستثمار في اجتماع مرتقب الأسبوعين المقبلين في الدار البيضاء. وحسب المصدر، سينتهي التحالف بين "المغربية" و"بوينغ" سنة 2001 وكان يشمل التزود بعشر طائرات من طراز "737-700" و"737-800" المعدلة المستخدمة حالياً على بعض خطوط أوروبا والشرق الأوسط. وقالت مصادر من "المغربية" ل"الحياة" إن المناقصة الجديدة، وقيمتها 5.1 بليون دولار، ستكون شفافة ونزيهة ومفتوحة أمام "ايرباص" و"بوينغ"، وان الأفضلية ستكون لمن يقدم أفضل العروض. ولم يستبعد المصدر إقدام "المغربية" على التزود من المصنعين معاً وفقاً لطبيعة التوسع وحاجيات الاسطول وشروط الاقتناء. وبدأت مجموعة "ايرباص" أول من أمس حملة علاقات عامة في الدار البيضاء، وقال المدير التجاري للشركة دافيد دوفرينوة في مؤتمر صحافي: "إن ايرباص ستفعل كل ما تستطيعه للفوز بصفقة تحديث اسطول المغربية وتوسيعه بما في ذلك استخدام آليات أسعار العروض وخفضها بما يوازي مرجعية المنافسة المالية". وأضاف دوفرينوة، الذي لم يخف سعيه لوقف احتكار "بوينغ" التي تتكون منها غالبية طائرات "المغربية" نحو ثلاثين: "إن الدخول إلى السوق المغربية يفتح الباب أمام مشروع ضخم لتحديث أساطيل نحو 18 شركة طيران عربية تفوق قيمتها 50 بليون دولار". وتحتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى شراء 620 طائرة جديدة حتى سنة 2018. وينتظر ان ينضم الجانب السياسي إلى التجاري في معركة المنافسة على تحديث اسطول "المغربية". وذكرت مصادر مطلعة ان كلاً من باريس وواشنطن ستستخدمات علاقاتهما المتميزة مع الرباط للدفع باتجاه الحصول على الصفقة.