باتت ايطاليا ليلة حزينة بعد تعادل منتخبها مع بيلاروسيا 1-1 في أنكونا ضمن تصفيات كأس امم اوروبا لكرة القدم التي تستضيف هولندا وبلجيكا نهائياتها عام 2000. واحتفظت ايطاليا بصدارة المجموعة الأولى برصيد 10 نقاط من 4 مباريات وبفارق 3 نقاط عن سويسرا منافستها المباشرة، لكنها صارت مطالبة ببذل جهد مضاعف في المباريات المقبلة حتى تأمن شر المفاجآت. المدرب دينو زوف اعترف بأن منتخبه تراجع خطوتين الى الخلف، وان جميع اللاعبين لم يكونوا في مستواهم المعهود باستثناء مدافع لاتسيو اليساندرو نيستا ومهاجم يوفنتوس فيليبو اينزاغي الذي احرز هدف التعادل من ركلة جزاء. اينزاغي لمع نجمه اخيراً بشكل بارز، وانعقدت عليه الآمال، خاصة بعد اصابة زميله اليساندرو دل بييرو، في تحقيق انجازين مهمين: الفوز بكأس ابطال اوروبا مع يوفنتوس، والتأهل لنهائيات كأس الأمم الاوروبية. ويبدو انه في الطريق الى تحقيق الهدف الاول لان يوفنتوس تعادل الاربعاء الماضي على ارض مانشستر يونايتد الانكليزي في ذهاب الدور نصف النهائي. واينزاغي مهاجم "داهية" أثبت جدارته بكل المقاييس، وأهدافه الدولية الاخيرة خير دليل، يتحرك كالزئبق بين المدافعين ويركض معهم على خط واحد... وفجأة تجده منفرداً بمرمى الخصوم، والمحصلة لا تخرج عن أمرين: تسجيل هدف، او حصوله على ركلة جزاء او ركلة حرة، وفي احيان كثيرة طرد المدافع الذي اعاقه. ويوضح اينزاغي "اتحرك بسرعة بين المدافعين في انتظار ان يخطئ احدهم ولا ينطلق الى الامام معي لحظة تمرير الكرة لي... ربما أقع في مصيدة التسلل عشرين مرة او أكثر في المباراة الواحدة لكني انتظر دائماً اللحظة المناسبة للافلات منها. المهم ان يتعلم المهاجم الصبر ولا يقلق حتى تواتيه الفرصة ليخدع المدافعين ويهرب منهم في لمح البصر". ثلاثة عصافير ومنذ موسمين فقط كان اسم اينزاغي يذكر على الهامش فقط عندما كان يلعب لفريق بياتشنزا... ومع انتقاله الى يوفنتوس ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: حصل على ملايين الدولارات، وفاز بلقب بطل ايطاليا، وانضم الى صفوف المنتخب. واعتبر كثيرون ان هذه الدولارات غيرت من طباع اللاعب وأصابته بالغرور، لكنه ينفي ذلك تماماً "لا أرى ان هناك تغييرات كبيرة بين "اينزاغي بياتشنزا" و"اينزاغي يوفنتوس"، ولا ازال الشاب الطموح الذي يسعى الى تحقيق ذاته وتأكيدها على الصعيدين الرياضي والمالي... ربما صرت اكثر شهرة وتهتف عشرات الآلاف باسمي اسبوعياً... وربما ازدادت ارصدتي في البنوك وأعيش في رغدٍ اكثر، لكني احمل "حقيبة" مليئة بالمسؤوليات تجاه يوفنتوس وإيطاليا، وتجاه جماهيري وأصدقائي وأحبائي... على اي حال لا ازال ابحث عن اينزاغي الذي اريد". ومن هو اينزاغي الذي يريده؟ هو ببساطة، على حد قوله، لاعب قادر على تحقيق الآمال المعقودة عليه من جماهير الكرة الايطالية، يساهم في فوز ناديه أوروبياً ويساعد منتخب بلاده على الفوز بكأس امم أوروبا وأيضاً كأس العالم، لاعب يقترب من المنافسة على الكرة الذهبية الأوروبية والفوز بلقب افضل لاعب في العالم. نقلة نوعية متميزة انتقال اينزاغي الى يوفنتوس شكل نقلة نوعية متميزة في حياته، يقول عنها: "اللعب ليوفنتوس شرف كبير وحلم كل لاعب محترف لما يتمتع به من شعبية جارفة في انحاء ايطاليا كلها، اضافة الى الانجازات المحلية والأوروبية التي حققها... واجهتني بعض الصعاب في البداية لكني اندمجت وتأقلمت بسرعة وأشعر الآن بروح الأسرة الواحدة". لا عدو ولا حبيب أحوال يوفنتوس في المسابقات المحلية لا تسر "عدواً ولا حبيباً" فهو يترنح في وسط القائمة بعدما اعتاد دائماً على احتلال قمتها، ويرى اينزاغي ان: "يوفنتوس لم يوفق في بداية هذا الموسم وخاض اسوأ مباريات له على الاطلاق... والغريب اننا لا ندري الاسباب الحقيقية لذلك حتى الآن، الصحافة انتقدت مدربنا السابق مارتشيلو ليبّي وأكدت انه لم يعد لديه شيء يعطيه لفريقه، ربما كانت محقة من حيث النتائج، لكنه يبقى من افضل المدربين الذين عرفتهم... تحسنت النتائج بعد وصول المدرب الشاب كارلو انشيلوتي، وأبرز ميزاته انه قريب جداً من اللاعبين ويعرف كيف يتعامل معهم على الصعيد النفسي اضافة الى انه وجد الطريقة الهجومية المثالية التي تتناسب مع امكاناتنا الفنية والبدنية". وبعد الفشل على الصعيد المحلي، لا يتبقى امام "السيدة العجوز"، وهو لقب يوفنتوس، سوى دوري ابطال اوروبا وعنها يقول "سنعود الى قمة الكرة الأوروبية وأملنا كبير بالفوز بدوري الابطال لأن ذلك سيعيد البسمة الى شفاه جماهيرنا الوفية التي عانت كثيراً مع بداية الموسم". اينزاغي... اينزاغي انضم فيليبو انزاغي الى صفوف المنتخب مع بدء تصفيات كأس العالم الماضية، وخاض بعض مباريات النهائيات في فرنسا، ولكنه لم يحرز أول أهدافه الدولية الا في العام الماضي وبالتحديد في مباراة ودية امام اسبانيا في ساليرنو جنوبايطاليا ضمن استعدادات المنتخب لتصفيات الأمم الأوروبية، والبداية كانت بهدفين جميلين انتهى اللقاء 3-2 لصالح ايطاليا. وعن ذلك يقول: "اختياري للمنتخب لم يكن مفاجأة بقدر ما كان انتصاراً لطموحاتي... صادفني سوء الحظ طويلاً الى ان تمكنت من احراز أول هدفين دفعة واحدة ثم كرت السبحة. ارتاح جداً للعب الى جانب كريستيان فييري وتعلمت الكثير من اللعب الى جوار اليساندرو دل بييرو... وأجدت مع روبرتو باجيو وماركو دل فيكيو وفرانشيسكو توتي وانريكو كييزا، لكني اتمنى ان ينال شقيقي سيموني شرف تمثيل ايطاليا وان نشكل معاً الجبهة الهجومية للمنتخب". وسيموني هو الشقيق الأصغر لفيليبو ويلعب لفريق بياتشنزا، خاض موسماً طيباً وينتظر انتقاله الى احد الاندية الكبرى في ايطاليا عقب انتهاء الموسم الحالي. خليفة باتيستوتا ويؤكد فيليبو ان شقيقه سيعتلي عرش الهدافين في ايطاليا في المستقبل القريب: "سيموني يسير على نهج الارجنتيني باتيستوتا ويقوم بالدور ذاته مع فريقه، وفي مقدوره ان يخلفه في احتلال صدارة الهدافين خلال المواسم القليلة المقبلة". ويأمل سيموني الذي سجل 14 هدفاً حتى الآن في الموسم الحالي، وهو الأول له في الدرجة الأولى، ان يتحقق ما قاله شقيقه الأكبر وتمنى: "اتمنى ان اضيف الى رصيدي المزيد من الاهداف هذا الموسم بالذات ليس بهدف الحصول على لقب الهداف، طبعاً، وانما لمساعدة بياتشنزا على الهروب من شبح الهبوط الى الدرجة الثانية".