أكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت انها ستبحث مع نظيرها الروسي ايغور ايفانوف امكانات "وضع ارضية مشتركة" لايجاد حل سياسي لأزمة كوسوفو وفق المبادئ الخمسة التي حددتها لجنة الاتصال حول يوغوسلافيا. وذكرت في مؤتمر صحافي ان المباحثات التي ستجريها مع نظيرها الروسي في اوسلو، لا تهدف الى الالتفاف على دور حلف الأطلسي "الذي يضطلع بالدور الرئيسي في ضمان الأمن". وأكدت اولبرايت في نهاية اجتماعات وزراء خارجية دول الحلف في بروكسيل امس الاثنين ان حملة القصف الجوي ستتواصل و"تتطلب الصبر والمثابرة" ودمرت جزءاً من قوات القمع الصربية. وفي الوقت نفسه، أكد الأمين العام للحلف خافيير سولانا ان اجتماع الحلفاء ال19 أكد التصميم "على وضع حد للأعمال الوحشية" وان "سياسة تشريد السكان المدنيين لن تدوم طويلاً. وستتواصل حملة الضربات الجوية ويتوقع ان تتكاثف في ضوء التعزيزات الجوية الاضافية التي وفرتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا . وستعرض وزيرة الخارجية الاميركية في الاجتماع مع نظيرها الروسي الشروط المسبقة الخمسة التي يضعها الحلف قبل وقف عمليات القصف. وفي باريس اعلن الرئيس جاك شيراك الذي اتصل بنظيره الروسي بوريس يلتسنان التصميم الاطلسي على مواصلة العمليات العسكرية لا يلغي الجهود السياسية ومنها مبادرة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان التي ايدها. واكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان روسيا "تضطلع بدور رئيسي في الأمن الاوروبي" واعتبر ان ردود الفعل المتشددة في روسيا كانت تراعي الرأي العام الداخلي "الا انها حافظت على الوجهة الاستراتيجية". تقسيم كوسوفو؟ ورفض وزير الخارجية الفرنسي احتمالات تقسيم كوسوفو بين الصرب والالبان او استقلال الاقليم عن يوغسلافيا. وقال في مؤتمر صحافي ان البلدان الغربية "لا تفكر ولا تعمل على وضع سيناريو التقسيم او استقلال الاقليم، لا جزئياً ولا كلياً وانما تتساءل حول "ظروف التعايش بين الالبان والصرب غداً في كوسوفو". وأكد فيدرين البحث عن "حماية دولية" لتأمين عودة اللاجئين وتمهيد الظروف لتحصيل الحل السياسي لكنه رفض فكرة تحويل الاقليم الى "محمية دولية". الاّ ان انقلاب المعطيات الديموغرافية والبشرية الذي احدثته القوات الصربية في الأسابيع الجارية واتساع حجم الكراهية بين القوميتين سيجعل من الصعب التعايش بينهما. واعلن وزير الخارجية البلجيكي اريك ديريك تإييد بلاده فكرة اقامة "محمية دولية" في كوسوفو. واضاف: "لا يزال يتوجب مناقشة هذا الحل الديبلوماسي"، مشيرا الى ان الفكرة "يمكن ان تكون لاحقا احد الحلول لادخال الاممالمتحدةوروسيا" في التسوية. وتخشى الدول الاوروبية ان يؤدي خيار تقسيم اقليم كوسوفو الى فتح "صندوق عفاريت" حدود البلقان وتشجيع محاولات الاندماج بين البان كوسوفو والبانيا وزعزعة التوازن بين القوميات في مقدونيا. وأكد ديبلوماسي اميركي ان خيار تقسيم كوسوفو "سيعني التنفيذ العملي للخطة التي رسمها الرئيس اليوغوسلافي". شيراك وللمرة الثالثة على التوالي منذ بدء العمليات العسكرية الأطلسية في يوغوسلافيا، وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك كلمة الى مواطنيه، أكد فيها مجدداً ضرورة المضي في إبداء العزم العسكري. لكنه أشار الى ضرورة اعطاء فرصة للجهود السياسية، ومنها المبادرة التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وشدد شيراك في كلمة على أن الضربات العسكرية مستمرة ما لم يوافق ميلوشيفيتش على الحل، كما شدد على ضرورة استمرار التعبئة لاغاثة اللاجئين. وأشار الى أن التصميم العسكري لا يمنع منح الجهود الديبلوماسية فرصة ومن بين هذه الجهود مبادرة أنان والتي ستناقش خلال القمة الأوروبية في بروكسيل غداً الأربعاء. ووصف شيراك أمس الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره الروسي بوريس يلتسن وتبادلا خلاله الحديث حول النزاع في كوسوفو، بأنه "ايجابي ومفيد". ونقلت الناطقة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا عن شيراك قوله انه "مرتاح لكونه لمس لدى روسيا رغبة في العمل مع شركائها من أجل التوصل الى تسوية سياسية لأزمة كوسوفو رغم التباين حول جدوى الضربات" العسكرية. وهذا الاتصال هو الأول الذي يعلن عنه بين شيراك ويلتسن منذ بدء الضربات العسكرية الأطلسية في يوغوسلافيا في 24 آذار مارس الماضي. وذكر مصدر فرنسي مطّلع ان شيراك ويلتسن تباحثا في احتمالات مشاركة روسيا في مبادرات تؤدي الى تسوية سياسية. وعن طبيعة هذه المبادرات قال المصدر ان هناك طروحات عدة منها الأفكار التي تقدم بها أنان والتي لا تتلاءم تماماً مع اقتراحات حلف شمال الأطلسي، من دون أن يعني ذلك أنها غير جديرة بالاهتمام. وأضاف ان فرنسا وبموازاة اصرارها على الضربات، فانها تعلق أهمية كبيرة على أفكار أنان التي قال انها تتطابق الى حد بعيد مع المبادئ الفرنسية. ومضى يقول انه انطلاقاً من هذه الأفكار، فإن العمل سيستمر خلال القمة الأوروبية في بروكسيل وأيضاً في مجلس الأمن أملاً بالتوصل الى آلية محددة. وذكر ان يلتسن أبدى خلال حديثه مع شيراك تفهمه لضرورة الحل، وأكد ان روسيا تواصل مساعيها لاقناع ميلوشيفيتش بذلك.