أكدت موسكو امس انها تنظر في طلب تلقته من بلغراد ضم يوغوسلافيا الى الاتحاد الروسي - البيلاروسي، فيما ذكر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان لقاءه مع نظيرته الأميركية مادلين اولبرايت اليوم الثلثاء يهدف الى "كبح" الأزمة. وكشفت موسكو تفاصيل مبادرة جديدة سيعرضها ايفانوف على اولبرايت وتقضي بنشر قوات دولية في الشطر الجنوبي من كوسوفو حيث يتم تجميع الالبان فيما يقتصر الوجود الصربي على الشطر الشمالي من الاقليم ما يرقى الى مخطط صربي قديم لتقسيم الاقليم. وذكر رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ان السفير اليوغوسلافي في موسكو بوريسلاف ميلوشيفيتش، نقل رسالة رسمية من شقيقه الأصغر الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش الى نظيره الروسي بوريس يلتسن، تضمن طلب الانضمام الى الاتحاد الثنائي. وأشار ايفانوف الى انه تلقى تعليمات من رئيس الدولة ب"النظر في امكان" انتماء يوغوسلافيا الى الاتحاد الروسي البيلاروسي. ورأى مراقبون ان التلويح بورقة تشكيل اتحاد ثلاثي قد يكون في اطار الضغط عل الغرب عشية اللقاء في أوسلو بين ايفانوف واولبرايت. وذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان فلاديمير لوكين ان موسكو قد تعرض حلاً وسطاً يكون "جسر تراجع" يعبر عليه الأميركيون. وقال ان الاقتراحات الروسية تتلخص في صيغة "كوسوفو ذات وحدة مزدوجة في اطار يوغوسلافيا". وأوضح ان السكان غير الألبان الصرب يمكن أن يحشدوا في الشطر الشمالي من الاقليم على أن توافق بلغراد على "وجود أجنبي" في الجنوب. وشدد لوكين على أن هناك "صيغاً أخرى محتملة" وتوقع ان يسفر لقاء أوسلو عن نتائج محذراً من أن "كل يوم من الغارات يجعل مهمة الخروج من المستنقع أصعب" على واشنطن. ورفض السفير ميلوشيفيتش الحديث عن رأي بلغراد في الاقتراحات. لكنه قال انها تريد من روسيا ان تلعب "دوراً حاسماً" في جهود الوساطة. وقال ان بلاده تأمل في ان تعمل روسيا خلال لقاء أوسلو على "الدفاع عن موقفها المبدئي ولا تفرض في ما بعد على بلغراد قرارات حلف الأطلسي". وعلى صعيد آخر، أبدت روسيا استياءها الشديد لمنع الهنغاريين قافلة تحمل مساعدات انسانية الى يوغوسلافيا. وذكر ايفانوف ان قرار بودابست "انتهاك لكل المبادئ والأعراف الدولية وعمل غير ودي ... يمكن أن يؤدي الى عواقب وخيمة" على العلاقات الثنائية. وكانت مصادر في حلف الأطلسي وفي بودابست اشارت الى ان خمساً من الشاحنات التي تنقل المعدات "مدرعة" ولذا فانها مشمولة بقرارات الحظر الدولية، اضافة الى ان الهنغاريين لم يوافقوا وجود خزانات وقود اضافية في الشاحنات معتبرين ان المحروقات ليست جزءاً من المساعدات الانسانية.