أدّت أجواء التهدئة السياسية في لبنان الى ارتياح الحكومة والأوساط الرسمية في بيروت الى ردود الفعل على مشروع قانون الموازنة. فاعتبر رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ان الأجواء التي قوبل بها المشروع "إيجابية"، فيما انعكست التهدئة اجراءات اتّخذها معاونو رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بعد لقائهم الاخير أول من أمس فور عودته من دمشق، في تلفزيون "المستقبل" واذاعة "الشرق" اللذين يملك مع مؤيديه معظم أسهمهما، مما أدى الى وقف برامجهما السياسية والتعليقات، اضافة الى اقتصار الأخبار السياسية في نشراتهما على الرسمي وما يتعلق بجنوب لبنان فقط راجع ص2 و3. كما التقى الحريري رئيس الجمهورية العماد أميل لحود والبطريرك الماروني نصرالله صفير. وجاءت مبادرة رئيس الحكومة السابق والتزام حليفه المعارض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الصمت "بادرة حسن نيّة" منهما، اثر المساعي السورية للتهدئة بعد السجال التصعيدي الذي شهدته البلاد خلال الاسبوعين الماضيين. ويُنتظر ان تمتد "التهدئة" حتى الانتهاء من مناقشة مشروع الموازنة في المجلس النيابي، فيما تتوقّع مصادر سياسية ان تطول أكثر. وأكدت ل"الحياة" مصادر رئيس المجلس نبيه بري الذي كان دخل على أجواء التهدئة بعد زيارته دمشق، ان الأجواء إيجابية وجيّدة وانه على تواصل مع الحريري بهدف تبريد الاجواء السياسية واحتواء التوتر، فيما قال وزير الاعلام اللبناني أنور الخليل في كلمة ألقاها باسم لحود ان "ممارسات الحكومات السابقة ساهمت في استنزاف المال العام الى حدّ كبير". ونقلت مصادر بري عنه قوله انه لم يكن مرتاحاً الى زيادة ألفي ليرة على سعر صفيحة البنزين لأن الحكومة لم تستنفد كل الوسائل لتجنّب هذا الخيار، ومنها زيادة مداخيل الدولة من الهاتف الخليوي، وفرض ضريبة على أرباح سندات الخزينة. لكن بري أشار الى إيجابيات في الموازنة لجهة اعفاء ذوي الدخل المحدود من بعض الضرائب ورفع التعويضات العائلية وزيادة المشاريع الانمائية. وتمنّى ألا تحصل "خضّة" بعد دعوة الاتحاد العمالي العام الى التظاهر ضدّ زيادة البنزين، مؤكداً انه سيبذل مساعيه بين الحكومة والاتحاد، عبر فكرة العودة الى نظام يرد الى سائقي سيارات التاكسي بعض قيمة الزيادة كي لا يزيدوا تعرفة التنقّل. ورجّحت المصادر لقاء قريباً بين بري والحص. على صعيد آخر، اعتبر مصدر عربي مطلع على العلاقات الفرنسية - العربية في باريس ان العلاقات السياسية بين فرنسا وسورية تمرّ "في حال توقف" متوقعاً ان يزول الجمود بسرعة. وعزا السبب الى عوامل عدة، منها التغييرات التي حصلت في لبنان. ونفى الرئيس الحص امس ما نُشر عن اعتذار الحكومة اللبنانية عن عدم استضافة قمة رؤساء الدول الفرانكوفونية عام 2001، وقال ان لا صحة لذلك وان القمة ستعقد في موعدها.