يبدأ الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي غداً الثلثاء زيارة لايطاليا هي الأولى من نوعها لرئيس ايراني لدولة غربية بعد الثورة الاسلامية في 1979، في محاولة لإنهاء عزلة ايران دولياً بعدما انهاها اقليمياً مع انعقاد قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في كانون الأول ديسمبر في طهران في 1997. ويلتقي الرئيس الايراني خلال هذه الزيارة التي يمكن وصفها بالتاريخية، المسؤولين الايطاليين، البابا يوحنا بولس الثاني الذي سيستمع منه الى عرض عن الأفكار الانفتاحية الايرانية، خصوصاً على المستوى الثقافي والحوار بين الأديان، كما يتوقع ان يحاول خاتمي تبديد الشكوك الغربية في قدرته على إدخال ممارسة سياسة جديدة تقطع مع تلك التي اعتمدت قبل توليه السلطة، خصوصاً ان تجربة العامين الماضيين لا تزال مثقلة بإرث الماضي إعدام 310 أشخاص شنقاً و9 رجماً بالحجارة، وتصفية 28 معارضاً في الخارج واغتيال 8 مثقفين ايرانيين في الداخل. وفيما يسعى خاتمي الى تكريس انفتاح بلاده على أوروبا، طالب 32 برلمانياً ايطالياً من قوى الاحزاب اليمينية المعارضة وأحزاب يسار - الوسط الحاكمة، برفض الزيارة وإهانة حكومة خاتمي مهددين بالنزول الى الشوارع للاحتجاج. لكن الرسميين الايطاليين وفي مقدمهم رئيس الوزراء ماسيمو داليما ووزير خارجيته لامبيرتو ديني ورئيس مجلس البرلمان لوجانو فيولانتا الذي كتب مقدمة كتاب خاتمي المعنون "الدين، الحرية، الديموقراطية". يشددون على عودة الاعتدال الايراني ويرون فيه تعزيزاً للاستقرار الاقليمي. ويحاول هؤلاء الدفاع عن حكومة خاتمي التي تتعرض لضغوط قوية من القوى المحافظة والمتشددة، مراهنين على الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للجمهورية الاسلامية، بالنسبة الى ايطاليا التي تستورد منها ما نسبته 17 في المئة من حاجاتها النفطية. ويزور خاتمي في منتصف نيسان ابريل المقبل باريس وبون بدعوة من الرئيس جاك شيراك والمستشار غيرهارد شرودر. كما وجه وزير الخارجية البرتغالي خايمي غاما الموجود في طهران حالياً دعوة للرئيس الايراني لزيارة لشبونه على ان يحدد موعدها عبر القنوات الديبلوماسية.