الجزائر، الرياض - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ذكرت صحف ومصادر امنية في الجزائر امس ان 19 شخصاً من المدنيين والاسلاميين المسلحين قتلوا خلال الايام الماضية في اعمال عنف جديدة جرت في الجزائر. واوردت صحيفة "وهران" ان قوات الامن عثرت على جثث اربع رعاة السبت قرب واد طاريه في منطقة سعيدة غرب من دون ذكر تفاصيل عن ظروف قتلهم. في حين ذكرت "الاخبار" ان ثلاثة اسلاميين مسلحين قتلوا في منطقة سيدي بلعباس المجاورة الجمعة في عملية للقوات الامنية في طلاغه. الى ذلك، اضافت "وهران" ان ستة اسلاميين مسلحين قتلوا في منطقة شليف 200 كيلومتر غرب العاصمة خلال عمليتين للقوات الامنية. واوضحت ان القتلى ينتمون الى "الجيش الاسلامي للانقاذ" الجناح المسلح ل "جبهة الانقاذ الاسلامية" الذي يلتزم هدنة منذ مطلع تشرين الاول اكتوبر 1997. وتنشر الصحف الجزائرية بانتظام عن "اعتداءات واعمال ابتزاز" ينفذها عناصر من "الجيش الاسلامي للانقاذ" في منطقة شليف. واشارت صحيفة اخيراً الى ان هذا "الجيش" طالب احد السكان بدفع "ضريبة". وذكرت صحيفة "وهران" امس ان "الجيش الاسلامي" اقام "دولة موازية" في هذه المنطقة. الى ذلك، قالت قوات الامن الحكومية ان اسلاميين متشددين قتلوا ستة مدنيين بينهم طفلان في غابة في غرب الجزائر اول من امس. واعلنت قوات الامن في بيان بثته الاذاعة الحكومية ان ثلاثة مدنيين أصيبوا ايضاً في الهجوم الذي شنه "ارهابيون" في غابتي ولد رومين قرب منطقة ولد بودومة في ولاية الشلف على بعد 160 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة. واضافت ان الضحايا فوجئوا بهذا الهجوم الذي شنه "ارهابيون" في اشارة الى المتشددين الاسلاميين. من جهة اخرى، دعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي شعب الجزائر وأحزابه ومؤسساته الحكومية والشعبية إلى الاستفادة من فرصة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحذر الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن صالح العبيد في بيان اصدره امس في مكةالمكرمة من أن "ترك الحبل على غاربه في الجزائر واستمرار الصراع وازدياد الفوضى الامنية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لن يعود على شعب الجزائر الا بالمزيد من الاضطراب والخسارة، وعند ذلك لن تكون للانتخابات اية فائدة ترجى". وطالب جميع الحكومات والمؤسسات الاسلامية بممارسة "الضغوط اللازمة ... بغية وقف حرب الارهاب البشعة بين جميع الاطراف المتنازعة". وقال "لابد ان يتحقق الامن أولاً". ودعا إلى "ضرورة بذل الجهود الذاتية داخل الجزائر بعيداً عن كل اشكال التدخلات الاجنبية من اجل العمل على حقن الدماء والتخلي عن اسلحة وشعارات الحرب والفتنة". وركز على أن "الاسلام حرم قطعياً كل اشكال القتل التي تمارس في الجزائر". وقال أن "ما يجري في الجزائر مضاد لسنة الحياة مخالف لأوامر الله عز وجل فقد أزهقت الأرواح تحت شعارات حمايتها واسعادها وقضي عليها باسم الحفاظ على الكرامة وهذا تضاد بين القول والعمل".