في أول خطوة من نوعها منذ استقلال قطر عام 1971 يتوجه الناخبون والناخبات صباح اليوم للادلاء بأصواتهم لاختيار 29 عضواً للمجلس البلدي المركزي من بين 227 مرشحاً بينهم ست سيدات. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات اللواء غانم الهديفي وهو وكيل وزارة الداخلية المدير العام للادارة العامة للأمن العام اكتمال الاستعدادات لهذه الانتخابات التي يشارك فيها نحو 22 ألف ناخب. وإذا كانت هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في قطر فإن مشاركة النساء كمرشحات وناخبات تشكل الحدث الأبرز. وكان أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أصدر قانوناً ومرسوماً منح المرأة حق المشاركة الانتخابية. وتخوض هذه الانتخابات الدكتورة وضحى السويدي، وهي استاذة في الجامعة، والدكتورة فوزية النعيمي رئيسة المدرسة الفنية للتمريض والدكتورة جيهان المير، وهي أستاذة في جامعة قطر، والسيدة موزة المالكي، وهي مرشدة نفسية في جامعة قطر، والسيدة نصرة النوبي مساعدة رئيسة التمريض في مستشفى الرميلة والسيدة نسيا كربون، وهي مُعلمة. ولوحظ أمس ان المرشحات كثّفن من ظهورهن إذ تحدثت خمس مرشحات في تلفزيون قطر في برنامج يبث على الهواء مباشرة وطرحن برامجهن وآراءهن ازاء قضايا عدة تتعلق بأعمال المجلس البلدي. وبدا واضحاً ان المرشحات يعملن باجتهاد شديد لكسب أصوات الناخبين والناخبات خصوصاً ان النساء يشكلن أكثر من 40 في المئة من الناخبين. ويخوض المرشحون الرجال منافسة شديدة مع المرشحات اللاتي "يقاتلن حتى اللحظة الأخيرة. اذ يحرص عدد من المرشحين على تأكيد دعمهم لحق المرأة في الترشيح والانتخاب. ولاحظت "الحياة" ان المرشحين كشفوا من لقاءاتهم مع الناخبين خلال اليومين الماضيين، خصوصاً في "الخيام" التي انتشرت كمقار انتخابية للمرشحين قرب مواقع السكن في الدوائر الانتخابية. وكان المرشحون، وما زالوا، يستقبلون الناخبين في "مجالسهم" داخل منازلهم. وشهدت "الخيام" و"المجالس" زيارات مكثفة عشية يوم الانتخاب قامت بها وفود برلمانية خليجية وعربية ودولية لعدد من المرشحين وتحولت لقاءات البرلمانيين الضيوف ندوات فكرية تتناول قضايا الديموقراطية والانتخابات كما تحول بهو فندق "شيراتون الدوحة"، حيث تقيم الوفود الزائرة، "دائرة انتخابية" وساحة للقاء مرشحين ومرشحات مع وفود برلمانية وإعلامية أوروبية، خصوصاً من أميركا وفرنسا. وحرصت الشيخة موزة المسند زوجة أمير الدولة على استقبال برلمانيات زائرات، كما زار رئيس البرلمان الكويتي السيد أحمد السعدون مرشحة في منزلها اضافة الى زيارة عدد من المقار الانتخابية. وفتحت مرشحات مقارهن الانتخابية لاستقبال الضيوف والزوار في خطوة تعكس دلالات مشاركة المرأة القطرية في هذه الانتخابات. ولاحظت "الحياة" ان المرشحة موزة المالكي، وهي أكثر المرشحات وجوداً في الأوساط الرجالية تحدثت لوفود غربية باللغة الانكليزية أمس في بهو فندق "شيراتون الدوحة"، وهي شخصية تجدها في كل مكان، في التلفزيون، والصحافة، وكل موقع للدعاية الانتخابية. ولم تخف السيدة بديعة الصقلي النائبة المغربية سعادتها بإتاحة الفرصة للقطرية للمشاركة في الانتخابات ورأت ان ما يجري في قطر هو "انطلاقة انتخابية" و"ثورة اجتماعية" وتمنت ان تفوز مرشحات قطريات "لأن عدد البرلمانيات العربيات قليل". ويرى مراقبون انه أياً تكن نتيجة الانتخابات التي يشرف على دوائرها قضاة، فإن مشاركة المرأة تعد انتصاراً للنساء القطريات. ويذكر أن برلمانيات لبنانيات ومغربيات والمانيات وأميركيات يشهدن اليوم الانتخابات القطرية