طهران - أ ف ب - بدأت الأوساط الاصلاحية في إيران الإعداد لحملة احتجاجات لا سابق لها في البلاد على اعتقال رجل دين ليبرالي قريب من الرئيس سيد محمد خاتمي، فيما أعلن أن رابطة للكتّاب الإيرانيين سترى النور قريباً في خطوة تؤكد الانفتاح الثقافي في البلاد. ومن المقرر أن ينظم التيار الاصلاحي اعتباراً من اليوم عشرات التجمعات في مدن عدة دعماً لحجة الإسلام محسن كديور، المعتقل منذ الأسبوع الماضي. ويعتبر كديور، وهو أستاذ جامعي من رواد الحركة الاصلاحية، وقد أمرت محكمة رجال الدين بإعتقاله بتهمة القيام ب "دعاية ضد النظام الإسلامي وقيادته الدينية". ومن المقرر أن يلقي عبدالله نوري، زعيم الاصلاحيين في طهران وزير الداخلية السابق وأحد كبار مساعدي خاتمي، خطاباً خلال تجمع سينظم في حرم جامعة طهران. وعلقت منذ أمس آلاف اللافتات المؤيدة لكديور على جدران العاصمة وتقاطع الطرقات الرئيسية. وتواصل الصحف القريبة من الحكومة إدانة محكمة رجال الدين التي انشأها الإمام الخميني في 1985 وهي مكلفة النظر في الجرائم التي يرتكبها رجال الدين. في موازاة ذلك، قالت مصادر ايرانية ان رابطة للكتاب الايرانيين، هي الاولى من نوعها منذ ثورة 1979، في طور التكوين حالياً، ويتوقع ان ترى النور قريباً جداً. وقد تم تشكيل لجنة موقتة الخميس الماضي بهدف تقديم النظام الداخلي الى وزارة الثقافة وعقد جمعية عامة تأسيسية. وتضم اللجنة الموقتة خمسة اعضاء هم المحامية شيرين عبادي والشاعرة سيمين بهبهاني اضافة الى الكتاب هوشانغ غولشيري وعلي اشرف درويشيان وكاظم كردواني، حسبما ابلغ هذا الاخير وكالة "فرانس برس". ولقيت خطوات تشكيل هذه الرابطة دعم وزارة الثقافة التي يتولاها المعتدل عطاء الله مهاجراني. وأوضح كردواني ان مسؤولي الرابطة يأملون في الحصول على ضوء اخضر نهائي من السلطات الايرانية في مطلع السنة الايرانية الجديدة التي يحتفل بها في 21 آذار مارس. وكان مشروع تشكيل رابطة للكتّاب الايرانيين اطلق بعد انتخاب خاتمي رئيساً في أيار مايو 1997 كونه من مؤيدي الانفتاح الثقافي وتعزيز المجتمع الاهلي. وقد شهدت ايران في كانون الاول ديسمبر الماضي اغتيال كاتبين من دعاة حرية التعبير هما محمد بويانده ومحمد مختاري، في اطار حملة استهدفت عددا من المثقفين الايرانيين. ووجهت تهمة المسؤولية عن هذه الجرائم الى عدد من عملاء وزارة الاستخبارات.