كشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الوزير وليم كوهين الذي سيبدأ اليوم جولة شرق أوسطية - خليجية تستمر حتى 12 آذار مارس الجاري، وتبدأ بدول الخليج، سيبحث مع كبار المسؤولين هناك في امن المنطقة على المدى البعيد خصوصاً مسألة التهديدات الخارجية وخطر انتشار اسلحة الدمار الشامل والصواريخ. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان كوهين سيبحث مع زعماء السعودية والكويت والبحرين وعمان وقطر ودولة الامارات في "الاستراتيجية الشاملة المتعلقة بكيفية التعاطي" مع الرئيس صدام حسين والاطلاع على آراء الاصدقاء في الخليج في شأن كيفية التعاطي مع التهديدات في المنطقة. وأكد انه "لن تحصل اي مفاجآت" من الجانب الاميركي من دون علم الاصدقاء. وشهدت جلسة لمجلس الأمن امس اعتراضات على منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه، ونددت فرنسا بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين نتيجة الضربات الجوية، فيما اعتبر وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان اجتماع لجنة المتابعة العربية المكلفة متابعة ملف العراق المقرر في دمشق الأحد لن يعقد اذا لم تمثل الدول المغاربية راجع ص3. وجددت بغداد امس رفضها اللجنة معتبرة انها "ولدت ميتة". وأكد المسؤول الاميركي ان مهمة كوهين ايضاً شرح السياسة الاميركية تجاه العراق علماً انها معروفة وتأكيد "اننا ماضون في هذه الاستراتيجية وانه لن تحصل اي مفاجآت" قد تقوم بها الولاياتالمتحدة من دون علم اصدقائها. وشدد على ان واشنطن ماضية في سياستها ومصممة على تنفيذ الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه، والتأكد من منع تهديده الطيارين الاميركيين فوق المنطقتين، بضرب المواقع التي قد تشكل مثل هذا التهديد. وأضاف: "استراتيجيتنا هي في تنفيذ الحظر الجوي". وذكر ان هدف الجولة الخليجية لكوهين التي ستليها جولة على الأردن ومصر واسرائيل، هو التنسيق في السياسات على اعلى المستويات "وسنتحدث اليهم عن سياستنا وهي المحافظة على الاحتواء حتى يصبح تغيير النظام العراقي ممكناً، وهو امر نعتقد انه ضروري كي تكون هناك منطقة مستقرة، ونعتقد ايضاً ان ذلك أمر على الشعب العراقي القيام به". وزاد المسؤول الاميركي ان محادثات كوهين ستشمل شرح كيفية تنفيذ منطقتي الحظر الجوي. وتطرق الى الاضطرابات الاخيرة التي شهدها العراق بعد مقتل آية الله محمد الصدر، وقال: "نحن متأكدون ان امراً ما حدث". وأشار الى ان كوهين لن يسعى الى الحصول على "دعم اضافي من دول المنطقة". يذكر ان مسؤولين اميركيين آخرين كانوا شرحوا خلال الأيام القليلة الماضية جوانب من اهداف اعطاء الطيارين الاميركيين مرونة اكبر في ضرب مواقع اجهزة الدفاعات الجوية العراقية، مثل الصواريخ والرادارات ووسائل الاتصال. ولفتوا الى الرغبة في حماية الطيارين الاميركيين ووجود هدف آخر لهذه السياسة هو تدمير الكثير من اجهزة الدفاع الجوي العراقي على أمل ان يؤدي ذلك الى تمرد داخل الجيش العراقي قد يؤدي الى اطاحة النظام. في نيويورك بحث مجلس الأمن امس في العمليات العسكرية الاميركية في منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. واعترضت روسيا والصين، بين مجموعة دول اخرى، على هذه العمليات مشددة على تأثيرها في برنامج "النفط للغذاء"، والمنشآت النفطية، كما اثيرت اعتراضات على شرعية منطقتي الحظر. ونفت المندوبة الاميركية السفيرة نانسي سودربرغ ان تكون الغارات الاميركية دمرت انبوب النفط العراقي - التركي، او استهدفته. وقالت ان لا سياسة اميركية جديدة في منطقتي الحظر و"كل ما هنالك ان الجانب العراقي بدأ يصعّد هجماته ضدنا، ونحن نتصرف لحماية طيارينا وقواتنا". واستمع المجلس الى تقرير من مدير البرنامج الانساني في العراق، بنون سيفان، تناول تأثير الاجراءات العسكرية في البرنامج. وطلب السفير الروسي سيرغي لافروف من الامانة العامة للأمم المتحدة تقديم تقرير عن الضحايا المدنيين والاضرار المادية، وحض على زيادة الأموال المخصصة للمواد الاحتياطية لقطاع النفط. وكرر ان منطقتي الحظر الجوي ليس لها اي مبرر اخلاقي او قانوني، واعترض على وجود خريطة داخل قاعة مجلس الأمن تبيّن المنطقتين. وندد سفير فرنسا، آلان دوجاميه بسقوط ضحايا للضربات الجوية معرباً عن اسفه لتأثيرها في قطاع النفط الذي يشكل مصدراً طبيعياً للسيادة. وأعرب مندوب البحرين السفير جاسم بوعلاي عن القلق من توقف تدفق النفط عبر الانبوب العراقي التركي. وأشار المندوب البريطاني الى ان بلاده تشترك مع الولاياتالمتحدة في فرض منطقة الحظر الجوي في الجنوب اساساً، وليس في الشمال