سيول، عمان، واشنطن - رويترز، أ ف ب - اكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس الجمعة ان بلاده ستواصل حملتها لاحتواء نظام الرئيس صدام حسين، لكنه نفى خططاً لشن عملية عسكرية في شمال العراق عقب انتهاء شهر رمضان. وتزامن كلام كوهين مع انباء عن استعداد الولاياتالمتحدة وبريطانيا لتركيز ضرباتهما الجوية على منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق مع انتهاء شهر رمضان. وقال كوهين في مؤتمر صحافي في اعقاب محادثات اجراها في كوريا الجنوبية: "اذا تكررت الشائعات طويلاً فإنها تُعامل احياناً وكأنها حقيقة0 ولا اساس لاشاعات عن اي هجوم على شمال العراق عقب شهر رمضان". واضاف "مثلما أشرنا من قبل في مناسبات كثيرة فاننا نعتزم مواصلة سياسة الاحتواء. وننوي مواصلة منعه صدام من تشكيل خطر على جيرانه ومهاجمة جيرانه او اكتساب اسلحة دمار شامل قادرة على تهديد جيرانه". وقال رداً على سؤال: "تلك سياستنا وستبقى كما هي. وعلىه فلا اساس للاشاعات" عن هجوم في شمال العراق. غير ان كوهين لم يغلق الباب امام امكان توجيه بعض الضربات الاميركية او البريطانية "الوقائية" الى مواقع الصواريخ المضادة للطائرات او الرادار التي تهدد الطائرات التي تفرض منطقتي الطيران المحظور في شمال العراقوجنوبه. وأنشئت هاتان المنطقتان بعد حرب الخليج عام 1991 لحماية الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب من هجوم القوات العراقية. وقال كوهين: "كما اشرت في بضع مناسبات الاسبوع الماضي فاننا سنتخذ اي اجراء ضروري للمحافظة على ارواح طيارينا وارواح اصدقائنا البريطانيين الذين يفرضون منطقة الطيران المحظور في شمال العراقوجنوبه … انها سياسة سيستمر العمل بها". وقال الرئيس صدام حسين انه لم يعد يعترف بمنطقة الطيران المحظور الشمالىة بعدما شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا هجمات جوية على العراق في المدة من 16 الى 19 من كانون الاول ديسمبر الماضي. وهاجمت مقاتلات اميركية مواقع الدفاع الجوي العراقية في المنطقة يوم الخميس لليوم الرابع على التوالي. ووقعت ثماني مواجهات في منطقتي الطيران المحظور فوق العراق منذ نهاية الغارات الجوية الاميركية البريطانية الشهر الماضي. وفي عمان، أكد ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تستعدان مع نهاية شهر رمضان لتركيز ضرباتهما الجوية فوق منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق. وكشف ديبلوماسي ضليع في الشؤون العراقية ان "العملية المقبلة ستستهدف حشوداً عسكرية عراقية في الجنوب، خصوصاً قواعد الدفاعات الجوية، وهي ستبدو تواصلاً للضربات التي شنتها المقاتلات خلال شهر رمضان وليس استئنافاً للقصف الجوي" الذي تعرضت له بغداد على مدى اربع ليال قبيل حلول شهر الصوم. زويأتي الجنوب الذي تقطنه غالبية شيعية مناهضة للرئيس العراقي، في مقدم هموم صدام حسين. ولهذا السبب اناط ادارة هذا القطاع بأحد المقربين منه واكثرهم ولاء علي حسن المجيد الذي رقي الى رتبة فريق. وبحسب مصادر ديبلوماسية تم اخيراً نشر وحدات من الحرس الجمهوري بكثافة على امتداد الطريق الموصلة بين بغداد والبصرة، لا سيما في الناصرية والعمارة، وهما معبران لا بد منهما باتجاه الجنوب. وكشف مسؤول عربي ان "اي قمع دموي يقوم به النظام العراقي في مواجهة انتفاضة محتملة في الجنوب، قد يدفع الولاياتالمتحدة وحلفاءها الى فرض حظر على الارض، بحجة حماية السكان المدنيين في تلك البقعة". وبحسب المسؤول العربي فان "العشائر الشيعية مسلحة لكنها غير قادرة على مواجهة مدرعات الجيش في حال تدخلها". من جانبه اكد ديبلوماسي يتابع بدقة الملف العراقي ان "النظام العراقي تأثر بلا شك بالضربات الاخيرة. ويبرز ذلك من خلال عنف وعدوانية حكام بغداد اذ ان لهجتهم تعكس فداحة الجرح الذي اصابهم". لكن الديبلوماسي اوضح ان هذا "النظام الذي ضعف لم يتزعزع مع ذلك، اذ ان صدام حسين لا يزال يمتلك وسائل السيطرة على الوضع الداخلي وقد ضاعف من حالات الاعدام والاعتقالات". وفي واشنطن اشارت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الى احتمال زيادة عدد الطائرات المكلفة مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال وجنوبالعراق. واوضح الناطق باسم الوزارة الكابتن مايكل دوبليداي ان عدد الطائرات المتمركزة في انجيرليك في تركيا، لمراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق، يبلغ في الوقت الراهن 38 طائرة "وظل على ما هو علىه في الاسابيع الاخيرة". واضاف ان عدد الطائرات المكلفة مراقبة منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق يبلغ 182 طائرة. وتابع ان هذه الارقام يمكن ان ترتفع في "المستقبل".