وقع اشتباك بالأسلحة النارية أمام السفارة الاميركية في موسكو أمس الأحد بين حرس السفارة الروس ومسلحين مجهولين حاولوا اطلاق قذيفة صاروخية محمولة على الكتف من طراز "آر.بي.جي" المضاد للدروع على البناية، في حادث مرتبط بالاحتجاجات على الغارات الاطلسية في يوغوسلافيا. وبعدما فشلت القذيفة في الانطلاق أقدم المسلحون المجهولون على إمطار السفارة بنيران أسلحتهم الرشاشة ولاذوا بالفرار. وذكر شهود ان المسلحين كانوا يستقلون سيارة "جيب" بيضاء توقفت أمام السفارة وهبط منها ملثم يحمل القاذفة "آر.بي.جي" ولكنها تعطلت فأخرج أخرى ولم يفلح في تشغيلها. وإثر ذلك أطلق زميلان له نيران الرشاشات في اتجاه السفارة وتركوا في جدارها 11 رصاصة. وفتح رجال الأمن النار الا ان المهاجمين تمكنوا من الهرب. وعثر فيما بعد على السيارة التي ذكر ان المسلحين سرقوها من دورية شرطة تحت تهديد السلاح. وهذا الحادث الأخطر من نوعه في الأيام الأخيرة التي شهدت تظاهرات صاخبة أمام السفارة احتجاجاً على الغارات الاميركية. وكان متظاهرون ألقوا الحجارة والبيض الفاسد وزجاجات الحبر على السفارة. وأبلغ الرئيس بوريس يلتسن فوراً بالحادث فطلب من وزير الداخلية سيرغي ستيباشين اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقبض على الجناة. محاولة وساطة؟ في محاولة للقيام بمهمة وساطة، غادر موسكو الى بلغراد وواشنطن أمس وفد غير رسمي روسي يقوده رئيس الوزراء السابق ايغور غايدار ويضم نائبين سابقين لرئيس الحكومة هما بوريس تيمشوف وبوريس فيودروف. وينتمي الثلاثة الى كتلة "قضية الحق" اليمينية التي شكلت حديثاً. واجتمع الوفد أمس في بودابست الى المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك الذي ذكر في حديث الى اذاعة "صدى موسكو" ان واشنطن "لم تغير موقفها ولكنها تعتقد ان لمثل هذه الاتصالات قيمتها"، بين روسيا والولايات المتحدة. ولم يكشف غايدار عن جوهر المبادرة التي سيحملها الى بلغراد وواشنطن لكن نائبه في الكتلة اليمينية أناتولي تشوبايس أكد ان "المبادرات الرسمية أصبحت في طريق مسدود والمستقبل للمباحثات غير الرسمية". وتابع ان مهمة الوفد تتلخص في السعي الى وقف العمليات العسكرية واستئناف الحوار. وشدد على أن الشيوعيين "يقصرون تحركهم على القاء البيض الفاسد على السفارة الأميركية فيما نرى نحن ان المهم هو دفع الأمور عملياً". وأكد تشوبايس ان اعضاء الوفد اجروا "مشاورات" مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف، فيما ذكر السكرتير الصحافي للكرملين دميتري ياكوشكين ان الرئيس بوريس يلتسن "على علم" بمهمة الوفد. وحصل غايدار على موافقات مسبقة للقاء نائب الرئيس الأميركي البرت غور ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. كما يتوقع ان يسافر الى ايطاليا لمقابلة رئيس الحكومة ماسيمو داليما والبابا يوحنا بولس الثاني. إلا ان تشوبايس قال انه لم يصل تأكيد من بلغراد على أن الوفد سيستقبل رسمياً.