بلغ حجاج بيت الله الحرام فجر اليوم مشعر منى صبيحة عيد الأضحى المبارك بعدما مَنّ الله عليهم بالوقوف في عرفات. وكان نحو مليوني حاج وقفوا في صعيد عرفات الطاهر أمس الجمعة يتقدمهم ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في أجواء ايمانية سادتها مظاهر الخشوع والطمأنينة. واكدت الاحصاءات الرسمية تجاوز عدد الحجاج الذين أتوا من خارج السعودية مليوناً وستة وخمسين ألف حاج، بنقص بلغ 40 ألف حاج عن حج السنة الماضية. وسجلت التقارير زيادة في أعداد الحجاج من المواطنين والمقيمين في السعودية نظراً لتوافق يوم عرفات مع يوم الجمعة، خصوصاً بعدما شرعت السعودية في تطبيق قرار لتحديد أعداد الراغبين من مواطنيها في أداء الحج اعتباراً من موسم حج العام الجاري بهدف زيادة فرص استيعاب مناطق المشاعر المقدسة للقادمين اليها من دول العالم كافة. وقالت مصادر أمنية ل "الحياة" إن الحجاج "استكملوا نفرتهم الخروج من عرفات الى مشعر منى الى المزدلفة مساء أمس في أقل من عشر ساعات وأكملوا المرحلة الثانية الى منى في وقت جيد قياساً الى السنوات الماضية على رغم حدوث بعض الاختناقات المرورية على بعض الطرق التي تربط عرفات ببقية مناطق المشاعر التي ذُللت في حينها". ولم تسجل الدوائر الأمنية خلال المرحلتين اللتين تعدان أهم المراحل في خطة النقل بين مناطق المشاعر وصولاً الى منى أي حوادث طارئة وغير عادية. ويبقى الحجاج في مشعر منى من يومين الى ثلاثة، فضلاً عن يوم العيد، وتسمى الأيام الثلاثة أيام التشريق، وتستكمل فيها أركان المناسك وفيها يسن للحاج رمي الجمرات. وفي منى أعدت السلطات السعودية كل ما يلزم حجاج بيت الله الحرام للتفرغ لأداء شعائرهم بعدما هيأت مشروعاً ضخماً للخيام التي تقاوم الحريق إثر حريق حج العام 1997 الذي ذهب ضحيته اكثر من 334 حاجاً يوم التروية، وجهزت المدينة بكل أجهزة السلامة والاحتياطات اللازمة لوجود نحو أقل من مليوني حاج في المنطقة لأيام محدودة. واكد مسؤولون في وزارة الصحة عقب خروج الحجاج من عرفات أن الوضع الصحي العام "جيد حتى الآن على رغم حالات الاعياء والانهاك التي تعرض لها بعض الحجاج نتيجة سيرهم وتعرضهم لأشعة الشمس وعدم اتباعهم وسائل السلامة في تنقلاتهم". وصعدت وزارة الصحة أمس قافلة من المرضى المنومين في القطاعات الصحية في مكة وعددهم أكثر من 350 حاجاً وحاجة تحت اشراف فريق طبي متكامل. وعلى جانب آخر شهد نفر من حجاج بيت الله الحرام يوم أمس تغيير ثوب الكعبة المشرفة جرياً على العادة في كل عام. وقدرت تكلفة الثوب بأكثر من 4.5 مليون دولار وأعد في مصنع خاص في مكةالمكرمة. وتؤدي جموع من حجاج بيت الله الحرام صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام بعد فراغهم من أداء المناسك. وشهدت مكةالمكرمة عودة الحجاج من منى وسط تهليل وتكبير على التسهيل الذي صاحبهم لأداء فريضة الحج. وشهدت التظاهرة الاسلامية الكبرى مشاركة مواطنين من أكثر من 124 جنسية من قارات العالم الست مضت حتى اليوم الثالث منها بأحسن حال بعيداً عن الحوادث والمآسي التي وقعت في السنوات الماضية، وبقيت خطوات أخرى لا تقل أهمية عن السابقة، ويأتي في مقدمها خروج الحجاج من مشعر منى الى مكةالمكرمة بعد انتهائهم من أداء المناسك بعدما أكدت التقارير الأمنية السعودية نجاح المراحل الماضية لحج العام الجاري.