شهد حجاج بيت الله الحرام يوم أمس الوقفة الكبرى وقضاء ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات الطاهر بنجاح ومن دون تسجيل حالات أمنية وصحية تذكر، فيما وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام والاطمئنان على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة. واتجه الحجاج بعد غروب الشمس إلى مشعر مزدلفة، حيث أدوا، إثر وصولهم، صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، والتقطوا بعدها الجمرات، قبل أن يبيتوا في مزدلفة، ليتجهوا إلى منى بعد صلاة فجر اليوم (عيد الأضحى) لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وأعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل نجاح الأيام الأولى من الحج، مشيراً إلى الانسيابية غير المسبوقة خلال صعود الحجاج إلى منى ثم إلى عرفات، وباكتمالهم جميعاً على صعيد عرفات بكل طمأنينة ويسر. (للمزيد). وكشف، في لقاء تلفزيوني مع القناة السعودية الأولى أمس، أن من أتوا للحج بطريقة غير نظامية يمثلون خمسة في المئة من حجاج هذا العام، فيما كانوا في العام قبل الماضي يمثلون 70 في المئة، «وهذا يؤكد نجاح الخطط التنظيمية والعقوبات، والعمل جارٍ على ألاّ توجد أية نسب في الأعوام المقبلة». وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن المملكة تقوم بجهود كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن، على مستوى عالٍ من الدقة والاتقان، لافتاً إلى أنها تزداد قوة، على رغم حقد الأعداء، سواء في موسم العمرة أم الحج. وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أكد في خطبة عرفة بمسجد نمرة، قبل أداء الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، أن سلامة ضيوف الرحمن خط أحمر، وأنه لا يسمح بتهديد سلامة الحجاج عبر الشعارات الطائفية، مشيراً إلى ما تبذله حكومة المملكة في خدمة الحجاج وتسهيل أداء المناسك لهم والحفاظ على سلامتهم حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين. ودعا السديس قادة وزعماء المسلمين إلى توحيد كلمتهم وصفوفهم، كون الأمة الإسلامية تمر بمرحلة هي في أمس الحاجة إلى توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والشتات، كما دعا الشباب إلى الابتعاد عن التحزب، محذراً من محاولات الجماعات الإرهابية المستمرة للتغرير والإيقاع بالشباب. وفي مكةالمكرمة جرى أمس، استبدال كسوة الكعبة المشرّفة الحالية بكسوة جديدة، جرياً على العادة السنوية في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام. وتبلغ الكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرّفة الذي يصنع من الحرير الطبيعي الخاص ويصبغ باللون الأسود 22 مليون ريال. واتبعت وزارة الحج والعمرة خلال حج هذا العام مناهج جديدة في برامج تفويج الحجاج من مخيماتهم في عرفة إلى مكان رمي الجمرات لتسهيل عمليات تفويج الحجاج وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان. وتعتمد الخطة التنفيذية لتفويج الحجاج على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود وتحليل القراءات الميدانية واعتماد آلية التوعية ضمن الخطة التشغيلية للتفويج. وأعدّت وزارة الحج والعمرة جداول التفويج وعممتها على الجهات المعنية، وصممت خرائط مسارات خروج الحجاج وعودتهم، تزامناً مع مراقبة أداء المؤسسات، والتأكد من قيامها بالمهمات المطلوبة ومحاسبة المقصرين ومراقبة تدفق الحشود البشرية على مختلف المسارات ومقارنتها بجداول التفويج. ووفرت الوزارة «المسار الإلكتروني» للحجاج لتسريع آلية الحصول على التأشيرات واختصار زمن الإجراءات من بوابة الوزارة على شبكة الإنترنت، فضلاً عن تطبيق مشروع السوار الإلكتروني على الحجاج للمرة الأولى، بهدف سرعة التعرف إليهم وقراءة بياناتهم إلكترونياً، وخصوصاً من لا يتحدثون بالعربية. ونشرت وزارة الصحة في المشاعر أكثر من 150 فرقة طبية ميدانية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة، يرافقها أكثر من 500 من الكوادر الطبية والفنية المؤهلة لمباشرة الحالات الصحية الطارئة. كما هيأت 25 مستشفى لتقديم الخدمات الصحية في مناطق الحج. إلى ذلك، أطلقت وزارة الثقافة والإعلام، مساء أمس، رسمياً قناة الحج الناطقة باللغة الفارسية، التي تبثها هيئة الإذاعة والتلفزيون من مركز تلفزيون مكةالمكرمة، لمخاطبة الحجاج والزوار الناطقين باللغة الفارسية. وكانت القيادة العامة لطيران الأمن نفذت منذ بداية موسم الحج حتى يوم أمس 267 طلعة جوية لمتابعة عمليات تفويج وتصعيد ونفرة الحجاج. وأكد قائد قوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات العقيد عبدالله أبو مارقة، جاهزية جميع فرق ووحدات الدفاع المدني المنتشرة في جميع أرجاء المنشأة والساحات المحيطة بها، لتنفيذ خطط الإخلاء للمرضى وكبار السن، الذين قد يتعرضون لأية مشكلات صحية نتيجة الإجهاد أو الزحام والتدافع أثناء رمي الجمرات، والتعامل مع أية حالات طارئة تمثل خطراً على سلامة الحجيج، خلال أداء هذا المنسك من مناسك الحج. وأشار إلى تمركز فرق الدفاع المدني في مواقع محددة في جميع طوابق منشأة الجمرات، ابتداء من منتصف ليل أمس وطوال أيام التشريق، لتنفيذ خطط الإخلاء للحالات، التي قد تتعرض للإصابة أو السقوط أو الإعياء، إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المنشأة.