وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس (الخميس) إلى منى، للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم إليهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن إلى جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته في كل عام. وأعلنت السعودية أمس أن أكثر من مليوني حاج وقفوا بخشوع وسلام على صعيد عرفات، الذي يعد أعظم أركان الحج، في أحوال جوية حسنة، ونفروا في تنظيم غير مسبوق إلى مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم وانطلقوا بعد صلاة فجر اليوم العاشر من ذي الحجة إلى منى. وقال مسؤولون إن جموع الحجاج لم تتعرض لأي حوادث، وإن الأمطار الغزيرة التي هطلت في جدة، وقتلت العشرات لم تصب ضيوف الرحمن بأي ضرر. وقال مفتي السعودية في خطبته في مسجد نمرة في عرفات أمس، إن واجب المسلمين أن يحاربوا العمليات الانتحارية والإرهاب. وحذّر المسلمين من الوقوع في براثن الطائفية. وقال إن الإرهاب مشكلة عالمية، وإن المخدرات من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وتهدد الحضارات بالزوال. ودعا السياسيين إلى النأي عن الصراعات السياسية. وكانت السعودية وظفت موارد مالية وبشرية ضخمة، لإنجاح تصعيد أكثر من مليوني حاج، جاء 1.6 مليون منهم من 183 دولة في أنحاء العالم، من مشعر منى إلى مشعر عرفة، الذي يعد الوقوف على صعيده الطاهر أهم أركان الحج. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، أن ضيوف الرحمن نعموا بالراحة والطمأنينة والاستقرار. وقال إن جميع الخدمات التي يحتاج إليها الحجاج متوافرة. وشدد على أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تجند جميع طاقاتها البشرية والآلية والمادية لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وأشار إلى أن التقارير الواردة إليه تفيد بعدم وقوع أي حوادث، سواء أكانت مرورية أم أمنية. وزاد أن الحال الصحية للحاج «ممتازة». ونشرت السعودية عدداً كبيراً من رجال الأمن في منى وعرفة ومزدلفة، لتسهيل التصعيد إلى عرفة، والنفرة إلى مزدلفة، ثم العودة إلى منى، حيث يتعين على الحجاج أن يرجموا الشيطان بالجمرات خلال ما يعرف بأيام التشريق. وتبدى نجاح خطتي التصعيد والنفرة، من خلال سلاسة الانسياب المروري من دون حوادث أو تزاحم أو تدافع. وقال حجاج إن الوسائل الاصطناعية التي استحدثتها السعودية لتلطيف الأجواء وترطيبها في مشعر عرفات ساعدت في تهيئة أجواء روحانية وإيمانية مكّنتهم من أداء صلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة، والتضرع إلى الله قبل نفرتهم إلى المزدلفة. وقال مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة جامعة، إن من التحديات التي تواجه المسلمين «ما يقوم به بعض المحسوبين على الإسلام بإيقاظ الفتنة والحرب والتقاتل بين الأشقاء». وقال إن الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه الأمة، «إنها مشكلة عالمية إذ توجد في العالم صور مختلفة منه، يستغله بعض الناس ويفسره على هواه». وزاد أن العالم يشكو من «العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب». وذكر مفتي السعودية أن العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين «بلاء يستهدف الرجال والنساء والأطفال، يدمر المنشآت ويفرق المجتمع، فاحذروا عباد الله أن تكونوا سبباً لهدم بلادكم بأيديكم وأن تكونوا سلاحاً في أيدي أعدائكم». وأوضح آل الشيخ أن الأمانة الملقاة على رجال السياسة تحتم عليهم أن «يضعوا للأمة سياسة عادلة صالحة في الحاضر والآجل، وأن يكفوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين معهم، وان يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور والصراعات السياسية والسياسة الطائشة». وطالب المفكرين والحكماء بالمسارعة إلى إنقاذ العالم من المعضلات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها. وقال: «إن كثيراً من الأمور تنفق على سباق التسلح، فلو أنفقت على إغاثة المنكوبين وشد عزيمة الدول النامية لكي تعيش في أمن وإيمان لكان خيراً كثيراً».ويذكر أن مزدلفة التي بات فيها الحجاج ليلتهم أمس هي ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى. ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي الذي يصادف يوم عيد الأضحى، ليفيضوا بعد ذلك إلى منى. وعلى صعيد آخر أوردت وكالة الأبناء الفرنسية (أ ف ب) أن عدداً من الإيرانيين تجمعوا داخل مخيمهم في مشعر عرفات أمس وردّدوا هتافات، أعلنوا خلالها «البراءة من المشركين»، من دون حوادث. وبدأ التجمع بالدعاء الذي قدمه أمير بعثة الحج الإيرانية ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الشيخ محمد ريشهري، وتلا ريشهري بيان خامنئي أمام المجتمعين وقال فيه: «نرى اليوم يد أعداء العالم الإسلامي، وهي تعمل أكثر من ذي قبل للفرقة بين المسلمين، نحن اليوم أحوج للألفة القلبية والوئام والوحدة بين المسلمين». وردّد الحجاج الإيرانيون هتافات ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل، منها «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل». وانتهى التجمع من دون أن يسجل خروج أي حاج إيراني خارج الخيام، ومن دون أن ترفع أي لافتات أو شعارات سياسية، ولم يُسجل أيضاً انتشار لقوى الأمن والشرطة السعودية قرب مقر البعثة الإيرانية وسط مشعر عرفات أو في محيطه. وتضم البعثة الإيرانية 65 ألف حاج. نجاح «تصعيد» الحجاج ووقفة عرفات والنفرة إلى مزدلفة ب «انسيابية» ولا «حوادث» الحجاج شغلوا 50في المئة من «توسعة» عرفات الحجيج موعودون بالمعلميْن... «نمرة» و«الرحمة» أمير «مكة» :خطة التصعيد إلى عرفات أنجزت كما خططنا لها انخفاض المراجعين للعيادات والإسعاف بنسبة 30 في المئة عن العام الماضي جار «أوباما» في شيكاغو: دعمته «سيناتوراً» وخذلته «رئيساً» «الحياة» تشهد محاكمة سريعة ل «نشال» ... ضُبط وجُلد وأطلق في ساعات مفتي السعودية:العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامىة جلبت على الإسلام المصائب بدع تحوّل صخوراً صلدة في «الرحمة» إلى مزار «مبارك»