اظهر استطلاع للرأي العام في صربيا وجود شبه اجماع على المواجهة مع حلف شمال الاطلسي، فيما حذر جنرال صربي من ان القضاء على عشرة آلاف ارهابي الباني "سيكون الرد الفوري على اول قذيفة غربية تستهدف موقعاً في يوغوسلافيا". وجاء ذلك في وقت اتجهت الاوضاع نحو المواجهة بعدما اعلن مسؤولون غربيون ان مشاورات تجرى في شأن الضربات الجوية، واتخذت اجراءات لمغادرة رعايا دول غربية الأراضي اليوغوسلافية واستعد المراقبون الدوليون للانسحاب من كوسوفو، فيما طلبت بلغراد من مجلس الأمن بحث التهديدات الاطلسية لها. ووصل وفد البان كوسوفو الذي وقع على مشروع التسوية السلمية في باريس، الى مقر الحلف الاطلسي في بروكسيل لمناشدة قادته الوفاء بتعهداتهم حماية الألبان من عمليات التطهير العرقي ومنع تنفيذ التهديدات الصربية بالانتقام من سكان الاقليم. ونقل تلفزيون العاصمة المقدونية سكوبيا امس الجمعة عن مراقبين دوليين في كوسوفو ان القوات الصربية تواصل شن هجوم عنيف على جبهة طولها 15 كيلومتراً في قرى بلدية فوتشيترن شمال غربي بريشتينا و"انها احرقت قرية بيتشوك التي كان فيها مقر قيادة منطقة شاليا لجيش تحرير كوسوفو التي انسحب منها المقاتلون الألبان بعدما عجزوا عن التصدي للقوات الصربية". وأضاف ان المراقبين الدوليين "اكدوا ان القوات الصربية تحقق انتصارات سريعة في مرتفعات تشيتشافاتس التي يتحصن فيها مقاتلو جيش التحرير في منطقة درينيتسا في وسط الاقليم". ومعلوم ان قيادة اركان شاليا لجيش التحرير هي احدى القيادات الرئيسية السبع للمقاتلين الألبان في كوسوفو. الاستنفار الشعبي من جهة اخرى، اعلن معهد الدراسات السياسية في بلغراد هيئة مستقلة امس انه اجرى استطلاعاً في 22 مدينة رئيسية في صربيا، اظهر ان 88.11 في المئة من المواطنين يعارضون انتشار قوات للحلف الاطلسي في كوسوفو، بينما اعرب 93.83 في المئة عن تأييدهم للمواجهة العسكرية مع حلف شمال الاطلسي، سواء وجه ضربات الى اهداف يوغوسلافية او حاول نشر قواته في كوسوفو. وعلق المحلل العسكري الصربي ميروسلاف لازانسكي على نتيجة الاستطلاع بأن القوات اليوغوسلافية "تملك صواريخ روسية متطورة بعيدة المدى ستمكنها من قصف مقرات الاطلسي في مقدونيا والبوسنة". وبدأت وسائل الاعلام الصربية امس حض السكان للاستعداد ومواجهة التهديدات الاطلسية، وأعدت محطات الاذاعة والتلفزيون برامج خاصة "حول المآثر البطولية الصربية في مقاومة الغزاة الاجانب" تخللتها الاناشيد الوطنية والاغاني القومية الحماسية. وأفاد مساعد رئيس اركان القوات المسلحة اليوغوسلافية الجنرال بوروفي سيميتش في تصريح الى تلفزيون بلغراد "ان على الالبان ان يعودوا الى رشدهم ويقبلوا بالحكم الذاتي الذي تعرضه صربيا عليهم ويتخلوا عن الاساليب الارهابية والا فإن كارثة ماحقة ستحل بهم". وأضاف ان على الألبان ان يدركوا "انه اذا اقدم الاطلسي على قصف اهداف يوغوسلافية فإن القوات المسلحة ستقضي على ما لا يقل عن عشرة آلاف ارهابي". اجلاء الأجانب ودعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وكندا رعاياها الى مغادرة الأراضي اليوغوسلافية. وطلب رئيس الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية وزير الخارجية النروجي نوت فوليبيك من المراقبين الدوليين الذين يبلغ عددهم حوالى 1500 فرد الاستعداد لمغادرة كوسوفو. وأفاد ناطق باسم المراقبين في بريشتينا انهم سيبدأون الرحيل جواً وبراً اعتباراً من اليوم السبت "اذا لم تضع السلطات الصربية العراقيل امامنا". وذكرت مصادر المنظمات الانسانية في كوسوفو ان "العاملين في منظمات الاغاثة والصليب الاحمر الدولي ينتظرون الاوامر حول مغادرتهم الاقليم". وأبلغ مصدر مطلع "الحياة" في مكالمة هاتفية في بريشتينا امس "ان المركز الاعلامي الاميركي في كوسوفو توقف عن العمل وان العاملين الاميركيين فيه استعدوا للمغادرة الى مقدونيا براً". وأفاد المسؤول في المركز الاعلامي لألبان كوسوفو شوقي اوكاي "الحياة" هاتفياً في بريشتينا ان اعضاء الوفد الالباني الى مفاوضات باريس "ناشدوا قيادة الحلف الاطلسي في بروكسيل التدخل بأسرع وقت بقوات برية في كوسوفو ووقف الهجمات الصربية على القرى الألبانية". وأشار الى ان الوفد قدم معلومات الى قادة الحلف "حول عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها السلطات الصربية لافراغ المناطق الشمالية والغربية في الاقليم من سكانها الألبان". وكان رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش الذي رأس الوفد الصربي الى فرنسا اعلن بأن الصرب "لن يذعنوا للضغوط والتهديدات الغربية وان الجيش اليوغوسلافي سيرد على الهجمات اذا قرر حلف الاطلسي توجيه ضربات جوية".