تبادل حلف شمال الأطلسي والقوات الصربية عرض عضلات بمناورات تخللها تحليق طائرات فيما أخذ الاحباط يخيم على ألبان كوسوفو بسبب الغموض المستمر في الموقف الدولي من محنتهم. وجاء ذلك في وقت بدأت بعثة للاتحاد الأوروبي تفقد النازحين الذين ارغمتهم الهجمات الصربية على ترك ديارهم فيما تزايدت المخاوف من أن يقتصر الاهتمام بمشكلة كوسوفو على حل قضية لاجئين. وأفاد السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي واصل جولاته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا، ان المفاوضات بين الطرفين الصربي والألباني "ستكون طويلة وشاقة". ورجح ان تتم المفاوضات على مرحلتين "الأولى، تتركز على كيفية عمل المؤسسات الحكومية في كوسوفو والثانية تتعلق بالأمور الخاصة بوضع الاقليم". ووجه المندوب اليوغوسلافي لدى الأممالمتحدة فلاديسلاف يوفانوفيتش رسالة الى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان انتقدت تصريحاته التي دان فيها هجمات القوات الصربية على المدنيين في كوسوفو. وحمّلت الرسالة المقاتلين الألبان مسؤولية تدهور الوضع في الاقليم ودعت انان الى زيارة يوغوسلافيا وكوسوفو "لتقويم الوضع على الأرض". وتواصلت مناورات حلف شمال الأطلسي في البانيا من دون ان يظهر ما يدل عملياً على انها ستساهم في إعادة الاستقرار الى كوسوفو. ووصفت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس المناورات الأطلسية بأنها "زادت من الغموض الذي يكتنف تدخل قوات الحلف في كوسوفو". واعتبرت الصحيفة سكوت الغرب على الهجمات الصربية في أنحاء الاقليم بأنها "مؤشر على الترحيب بأي هزائم تلحق بجيش تحرير كوسوفو". وفي كوسوفو، واصلت حوالي 20 مقاتلة يوغوسلافية التحليق في اجواء الاقليم لتتزامن مع الطلعات الجوية لطائرات الأطلسي فوق ألبانيا. وأكدت معلومات ألبانية ان ثلاث قذائف صربية سقطت داخل الأراضي الألبانية اثناء المناورات الأطلسية. من جهة أخرى، اجرت الديبلوماسية الكبيرة في الاتحاد الأوروبي ايما بونينو محادثات أمس مع ابراهيم روغوفا وغيره من الزعماء الألبان تركزت على الأمور الانسانية الخاصة بمساعدة النازحين عن ديارهم حالياً واتخاذ الاجراءات لمنع تعرضهم الى أحوال مأساوية في الشتاء المقبل. وأعرب مراقبون في كوسوفو عن مخاوفهم من أن يتكرر ما حدث في البوسنة عندما تحولت مشكلة الحرب فيها الى قضية لاجئين ما جعل النازحين البوسنيين مشردين حتى الآن في وقت يتلاشى الأمل في عودتهم الى ديارهم. وبمناسبة زيارة بونينو لمناطق في كوسوفو جرى ترتيب وقف للنار لمدة يومين في بلدية بيتش. لكن القوات الصربية حذرت من ان "اطلاق رصاصة واحدة من بنادق جيش التحرير سيقضي على هذه الهدنة".