لولا احترامهم مشاعر الحداد التي يعيشها الاردن لغياب عاهله الملك حسين بن طلال لرقص العراقيون المقيمون في الاردن فرحاً بأنباء شمولهم بالعفو العام الذي أقره مجلس النواب الاردني إثر مشروع تقدمت به الحكومة بناء على توصية من الملك عبدالله بن الحسين. وقدرت اوساط عراقية في عمان ان اكثر من مئة الف عراقي سيشملهم قرار العفو ضمن فقرة خاصة تتعلق بالغاء الغرامات عن المتجاوزين على اذن الاقامة. وتسمح الحكومة الاردنية للعراقيين بالاقامة رسمياً لمدة ستة أشهر، فيما تفرض عليهم غرامة قيمتها دينار واحد عن كل يوم يتجاوزون فيه على فترة الاقامة الرسمية. ويقيم في الاردن حالياً اكثر من 150 ألف عراقي تتوافر حسب بعض التخمينات ل 15 في المئة منه فقط اذونات إقامة سنوية. وبموجب هذا القرار اصبح في امكان العراقيين، الذين سجلت عليهم غرامات كثيرة تبلغ في بعض الاحيان آلاف الدنانير عن سنوات اقامتهم غير الشرعية في الاردن، السفر الى خارج الحدود الاردنية من دون دفع تلك الغرامات العودة الى العراق او السفر الى أي جهة تقبلهم والعودة للأردن كما يرغبون للإقامة بطريقة شرعية لفترة ستة اشهر جديدة. وهو ما نوّه اليه المهندس احمد طه عبدالله 34 عاماً الذي قال انه "يرزح" تحت عبء غرامات عن "وجوده غير الشرعي في الاردن" طوال ثلاث سنوات ظل يعمل خلالها تحت شعور التهديد ب "ترحيله". واضاف ان القرار سيجعله يعود الى بغداد باطمئنان من دون الخوف من العودة مجدداً الى عمان ومواصلة عمله فيها. واعتبر تامر الكناني 28 عاماً، الذي يعمل في ورشة لتصليح الالكترونيات ويقيم في الاردن منذ عام 1994، القرار الجديد بأنه "مرحلة جديدة في حياته على الاراضي الاردنية". ويقول انه كان يضطر الى تقليل حركته واتصاله بالآخرين والتنازل عن الكثير من حقوقه لئلا يثير مشاكل من شأنها تعريضه ل "الطرد" خارج الاراضي الاردنية باعتباره "متجاوزاً في اقامته". وعبّرت السيدة فضيلة محمد حسن 46 عاماً التي تعمل مع اثنين من افراد عائلتها في بيع السجائر وبعض المنتجات العراقية تمور وملابس جلدية ومنسوجات يدوية وتقيم في الاردن منذ اكثر من عامين، عن شعورها بالارتياح فقالت ان المبلغ الذي كانت ستدفعه غرامات لتجاوزها على الاقامة سيجعلها تتمكن من العودة للعراق وشراء الكثير مما تحتاجه عائلتها الكبيرة. وتجمّع العراقيون في الساحة الهاشمية وسط العاصمة الاردنية ولوحظت امارات الارتياح عليهم وكانوا يدعون بالتوفيق للعاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين. وقال حسين علوان خلف 42 عاماً: "جزاه الله خيراً… لقد أراح نفوساً أضناها التعب والقلق من ابناء العراق المقيمين في الاردن".