استقبلت مصر أمس المحاولة الاولى للانسان للدوران حول العالم في بالون يعمل بالهواء الساخن من دون توقف حيث هبط المنطاد "برايتلينغ اوربينز 3"، صباح امس فوق هضبة واحة الداخلة في الصحراء الغربية، على بعد 75 كيلومتراً شمال الداخلة و1100 كيلومتراً بعيذاًمن القاهرة في ختام رحلة للمنطاد حول العالم استغرقت نحو عشرين يوماً. واستطاع المنطاد الذي يقوده السويسري برتران بيكار والبريطاني بريان جونز الهبوط به بسلام والقفز منه عند اقترابه من الارض بعد ان فشلا في تحديد الاحداثيات اللازمة لوصولهما الى مطار الداخلة الذي يقع على بعد مئة كيلومتر من منطقة الهبوط. وكان بيكار يتمنى الهبوط في منطقة الاهرامات التي تعتبر أعظم أثر في تاريخ البشرية لكن سوء الاحوال الجوية حال دون ذلك. واعلن قائد المنطاد ان لديهما كمية من الطعام والماء كافية حتى وصول 4 مروحيات عسكرية مصرية نقلتهم مع العتاد الى مطار الداخلة ومنه الى القاهرة لعقد مؤتمر صحافي في وقت لاحق خصوصاً وان المنطقة التي هبطا فيها تتمتع بطقس جميل. وفي المطار بدت شمس الصحراء المصرية وقد تركت آثارها على بشرتي بيكارد وجونز. وقال بيكارد وهو يذرف دموع الفرح: "21 يوماً في بالون. انه فرح عظيم ان نهبط في مصر. ان زوجتي ولدت في مصر. لقد امضينا 6 ساعات في الصحراء ننظر الى الرمل والشمس والسماء والى السكون العظيم. افرغنا الهواء من المنطاد ثم أخلدنا الى النوم لمدة ساعتين". رفيقه جونز سأل عن زوجته التي تنتظره في القاهرة، ثم تحدث عن الرياح القوية التي دفعته وبيكارد الى تقطيع البالون بالسكين حتى لا يذهب مع الريح. وعن البطء في ارسال المروحية قالت السلطات المصرية انها لم تتتبلغ مكان هبوط المنطاد الا في وقت متأخر. ومن جانبه اعلن الان نوبل مدير الرحلة ان سبب هبوط المنطاد بعيداً عن مطار الداخلة يرجع الى نفاد كل كمية الوقود التي كان يحملها في 32 تنكة طوال الرحلة التي استغرقت 19 يوماً وساعة واحدة و49 دقيقة. وقال انه اجرى اتصالا مع قائدي المنطاد واطمأن الى حالتهما وقولهما "ان رحلتهما حول العالم كانت جميلة وانهما هبطا بسلام على ارض مصر بلد الامان، وانهما سعيدان بذلك".