وصفت مصادر مطلعة في بلغراد المحادثات التي جرت أمس الاربعاء بين المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بأنها "بدت شاقة على رغم الحوافز والحلول الوسط التي طرحت خلالها". وأبلغت مصادر "الحياة" ان الرئيس اليوغوسلافي وافق مبدئياً على انتشار "اطلسي" في أطراف كوسوفو، قرب الحدود مع البانياومقدونيا. في غضون ذلك، أظهر البان كوسوفو تشدداً في موافقتهم على الخطة الدولية لتسوية مشكلة الاقليم. وأكدوا ضرورة تعديلها وان تضمن قوات حلف شمال الأطلسي الالتزامات الخاصة بأي اتفاق. وتزامنت مهمة هولبروك مع تصاعد هجمات القوات الصربية في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية من الاقليم. وذكرت مصادر البانية ان قريتي ميخاليتشي وشولتس القريبتين من الحدود مع مقدونيا، دمرتا نتيجة القصف المدفعي الصربي. وأكد مراقبون دوليون ان الآلاف من سكان القرى الالبانية في جنوب غربي الاقليم، فروا من ديارهم أمام هجوم الدبابات وقوات المشاة الصربية. وأفاد ناطق باسم منظمة الاغاثة التابعة للأمم المتحدة ان العاملين في المنظمات الانسانية عجزوا عن الوصول الى آلاف النازحين الذين اختبأوا في الغابات القريبة من حدود الاقليم مع مقدونيا "بسبب الحصار الذي فرضته القوات الصربية في المنطقة والألغام التي زرعتها في الطرق القريبة من الحدود". وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة في بلغراد ان هولبروك عرض على ميلوشيفيتش استعداد الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لتخفيف العقوبات التي فرضتها على يوغوسلافيا "إذا وافقت بلغراد على ما هو مطلوب منها في الخطة لانهاء الصراع في كوسوفو". وأشارت هذه المصادر الى أن ميلوشيفيتش ظل مصراً على موقفه الرافض لنشر قوات للحلف الأطلسي في كوسوفو "على رغم تأكيد هولبروك ان الحلف وحده قادر على ضمان الالتزام بتنفيذ الاتفاق بالنسبة لكل الأطراف". وحصلت "الحياة" على معلومات مفادها ان ميلوشيفيتش لم يمانع ان يقتصر انتشار قوات الأطلسي على مناطق كوسوفو القريبة من الحدود مع كل من البانياومقدونيا "في حين تنتشر في المناطق الباقية قوات روسية ومن جنسيات أخرى توافق عليها الحكومة اليوغوسلافية". كما عرض ميلوشيفيتش خيارات من بينها تعزيز بعثة المراقبة الأوروبية الموجودة في الاقليم عدداً وصلاحيات، اضافة الى امكان ان تقبل بلغراد بوجود قوات دولية باشراف الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية "على ان يكون انتشارها وتمديد بقائها بقرارات من مجلس الأمن". ومن جهة أخرى، أفاد ناطق باسم جيش تحرير كوسوفو ان ما تردد عن موافقة الجيش على الخطة الدولية بشكلها الحالي، غير دقيق. وأكد نائب رئيس الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو فهمي اغاني ان المفاوضين الألبان "لن يقبلوا بأي اتفاق للتسوية السلمية اذا لم ينص على انتشار قوات الأطلسي في الاقليم". وأوضح أغاني، وهو عضو في الوفد الالباني المفاوض، ان "الانتشار الأطلسي شرط الباني لا يمكن التنازل عنه".