نشرت وسائل الاعلام في جمهورية مقدونيا امس الخميس معلومات عن خطة لحلف شمال الأطلسي تشمل عدد القوات التي ستتولى الانتشار في اقليم كوسوفو تنفيذ عملية السلام المقترحة في الاقليم ومناطق انتشار هذه القوات. وفي الوقت نفسه، افاد المركز الاعلامي لالبان كوسوفو ان قرى عدة شمال العاصمة بريشتينا، تعرضت الى هجوم للقوات الصربية. وأشار مسؤول في المركز في مكالمة هاتفية مع "الحياة" الى ان "اعمدة الدخان تصاعدت من مساكن قرية لاباشتيسا في بلدية بودوييفو نتيجة القصف المدفعي العنيف للقوات الصربية. وفر سكانها الى المرتفعات المجاورة". ويذكر ان قرية لاباشتيسا هي من المعاقل الرئيسية للمقاتلين الالبان. وكان رئيس بعثة المراقبة الأوروبية وليام ووكر التقى الثلثاء الماضي في هذه القرية عدداً من قياديي جيش تحرير كوسوفو، في محاولة لتخفيف التوتر مع القوات الصربية في المنطقة. واتهمت لجنة حقوق الانسان في كوسوفو أجهزة الأمن الصربية باستخدام القوات العسكرية في حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها في أنحاء الاقليم. وذكرت اللجنة في بيان أصدرته في بريشتينا أمس الخميس، ان ألفاً وستين ألبانياً اعتقلوا خلال الأيام الأخيرة وان 824 منهم أحيلوا الى المحاكم "بتهمة التعاون مع جيش تحرير كوسوفو والقيام بعمليات عسكرية ضد المؤسسات الصربية في الاقليم". وأجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا في سكوبيا أمس، محادثات مع المسؤولين المقدونيين واطلعهم على اقتراح الحلف استخدام الأراضي المقدونية قاعدة للاتصالات والتجهيز، في اطار تنفيذ خطة الحلف لانهاء الصراع في اقليم كوسوفو. وأشار سولانا في تصريح للصحافيين الى ان مقدونيا "ستلعب دوراً رئيسياً في تنفيذ خطط الحلف في البلقان نتيجة موقعها بين الموانئ اليونانية واقليم كوسوفو". وأوضح ان "من المحتمل ان تتدخل قوات الحلف لوضع حد لتصاعد التوتر في كوسوفو في حال فشل المفاوضات الجارية حالياً في رامبوييه". ومعروف انه يوجد في مقدونيا حوالى ألفي جندي من دول الحلف الأطلسي في اطار قوة "التدخل السريع" المكلفة حماية المراقبين الدوليين في كوسوفو، اضافة الى ألف جندي آخر غالبيتهم من الأميركيين في اطار قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة في مقدونيا منذ خمس سنوات. وذكر تلفزيون سكوبيا امس ان القوة الأطلسية المقترحة للاشراف على تطبيق اتفاق السلام في كوسوفو، ستسمى "عملية الرقابة الجماعية" ويطلق على القوة التي تقوم بها "ك 4" كوسوفو 4 تيمناً على ما يبدو بخطة "ز 4" زغرب 4 التي وضعت عام 1994 من قبل الأممالمتحدة واخفقت في انهاء الصراع بتسوية سلمية في منطقة كرايينا الصربية في كرواتيا. وأشار التلفزيون الى ان الخطة تقضي بنشر قوات أميركية في شرق الأقليم وفرنسية في غربه والمانية في شماله وايطالية في جنوبه وبريطانية في وسطه بما في ذلك العاصمة بريشتينا، مع ابقاء حوالى الف جندي في مقدونيا لحماية أراضيها. وتوقع التلفزيون ان تصل 4 كتاب آلية تتكون من مدرعات ودبابات تابعة للحلف الأطلسي قريباً الى مقدونيا، اضافة الى 6 آلاف جندي ضمن طلائع قوات الحلف للتدخل في كوسوفو التي سيبلغ مجموعها حوالى 26 ألف عسكري. وذكرت المصادر الأميركية ان الولاياتالمتحدة ارسلت 51 طائرة حربية اضافية الى أوروبا لاستخدامها في شن ضربات جوية على أهداف يوغوسلافية إذا أخفق الصرب والالبان في التوصل الى اتفاق للتسوية السلمية لمشكلة كوسوفو. وأفادت المصادر الأميركية ان تحرك هذه الطائرات جاء بأمر من وزير الدفاع وليام كوهين. وعلى الرغم من ان واشنطن لم تتخذ قراراً في شأن استخدام القوة، الا أن الاجراء يأتي "لدعم قدرة الحلف الأطلسي على توجيه ضربات لأهداف صربية" حسبما اعلن في سكوبيا. وعلى صعيد آخر، نقل تلفزيون بلغراد أمس دعوات الجاليات الصربية في مختلف أنحاء أوروبا للقيام بتظاهرات وتجمعات اعتباراً من اليوم الجمعة ولمدة 3 أيام "تأييداً للموقف الصربي المطالب بعدم انفصال اقليم كوسوفو والرافض لنشر قوات للحلف الأطلسي في الأراضي اليوغوسلافية".