عرضت شركتان سعوديتان عربة مدرعة متطورة وأجهزة الكترونية عسكرية في "آيدكس 99" الدفاعي في ابو ظبي ما ابرز التطور الكبير في الصناعات الدفاعية في المملكة. وشهد جناح "مصنع عبدالله الفارس وشركاه للصناعات الثقيلة" ازدحاماً كبيراً من العارضين والزائرين على السواء بعد ان شدت انتباههم عربتان مدرعتان تنفذان استعراضاً عسكرياً في حركة السلاح المركب على متنهما وعجلاتهما والاجهزة المتطورة على متنهما. وقال رئيس الشركة عبدالله بن عثمان الفارس "تم انتاج ما يقارب 100 عربة مدرعة من طراز فهد سُلمت جميعها الى القوات المسلحة السعودية التي تستخدم بعضاً منها، وتتعاقد مع دول اخرى لتسويق العربة في اطار تشجيعها الصناعات المحلية سواء في القطاع الدفاعي او المدني". ووصف الفارس العربة بأنها "من افضل العربات المدرعة في العالم اذ انها مزودة بنظام تعليق لا مثيل له وتعمل في مناطق صحراوية ذات طبيعة قاسية وتتحمل درجة حرارة 50 تحت الصفر و60 فوق الصفر". وقال لپ"الحياة" خلال معرض "آيدكس" الذي يستمر خمسة ايام "ان المصنع انتج 100 عربة فهد منذ بدء الانتاج اواخر العام الماضي وان طاقة المصنع تصل الى 300 عربة سنوياً". وأشار الى ان القوات المسلحة السعودية طلبت من الشركة الاستمرار في انتاج هذه العربة وتعهدت بتسويقها من خلال عقود مع حكومات دول اخرى ترغب بشراء العربة. وذكر ان هناك مفاوضات مع جيوش عربية واوروبية لتصدير كمية من هذه العربات وان السعودية على وشك التوصل الى اتفاق مع المانيا لتزويدها بعدد من عربات "فهد". و أشار السيد الفارس الى ان الشركة رأس مالها 300 مليون ريال سعودي، تعتزم توسيع الانتاج ليشمل ذخائر وحدات دفاعية اخرى للمساهمة في تلبية حاجات القوات المسلحة السعودية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المعدات لخفض الاعتماد على الخارج في المجالين الدفاعي والأمني. وقال "ان شركتنا تحظى بدعم وتشجيع قويين من حكومة جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز، وستواصل العمل على تطوير منتجاتها باستمرار لتضاهي المنتجات الدولية في هذا المجال". وأشار الى ان ما يميز عربة "فهد" قدرتها الحركية الفائقة وتحملها ظروفاً مناخية قاسية، اضافة الى تزويدها بعجلات لها وسائد من النيتروجين الذين تتحكم في امتصاص الصدمات بطول تأرجح لم يوظف من قبل سوى في الطائرات. ويبلغ طول العربة 7.9 متر ووزنها 16 طناً وهي مزودة بصفائح فولاذية مقاومة للقذائف الخارقة وبمحرك جبار قدرته 400 حصان وسرعة دورانه 2300 لفة في الدقيقة. ويتميز نظام التعليق عن الانظمة المماثلة الاخرى بأنه يتحكم في ارتفاع العربة عن سطح الارض ما يساعدها على السير على الطرق البرية غير المستوية، الى جانب انخفاض كلفة صيانتها مقارنة بالأنظمة التقليدية. وفي مجال الصناعات الدفاعية الصغيرة والدقيقة كان التقدم في هذا المجال واضحاً في معروضات "شركة الالكترونيات المتقدمة" وهي شركة سعودية من نتاج برامج التوازن الاقتصادي في المملكة. وتتضمن المعروضات اجهزة الكترونية متطورة لتزويد الطائرات العسكرية والدبابات ومعدات دفاعية اخرى اضافة الى معدات الكترونية تستخدم في القطاع المدني. وقال المدير العام للشركة غسان الشبل انه تم توقيع عقود كثيرة مع شركات محلية واجنبية اهمها شركة "لوكهيد مارتن" الاميركية المصنعة لمقاتلات "اف 16" و"إف 15"، اذ تم تزويد هذه الطائرات بأجهزة تغذية لنظام الرادار والصندوق الأسود في عدد من الدول التي تملك هذه المقاتلات. وتصنع الشركة معدات الكترونية لحساب القوات المسلحة السعودية التي تجهز بها دبابات "أبرامز" اضافة الى وحدات الكترونية تتحكم بحركة المدفع وأنظمة تشويش ومعدات اخرى بموجب عقود مبرمة مع القوات السعودية. وأشار الشبل الى ان الشركة تركز الآن على البحث والتطوير لتنويع منتجاتها وتحسينها لتلبية حاجات المملكة العربية السعودية ودول خليجية اخرى في القطاعين الأمني والمدني. وعن حجم مبيعات الشركة قال "انها بلغت نحو 540 مليون ريال العام الماضي مقابل نحو 435 مليون ريال عام 1997 بيع معظمها الى القوات المسلحة السعودية والسوق المحلية". ونوه الشبل بالدعم الذي تقدمه الحكومة السعودية للشركة ضمن توجهها لتشجيع الصناعات المحلية، مشيراً الى تشديد الحكومة على ضرورة اعطاء حصة من العقود الكبيرة للشركات المحلية. وأشار الى ان مشاركة الشركة في معرض "آيدكس" تهدف الى "ابراز التقدم في الصناعة العسكرية والمدنية السعودية ومخاطبة دول المنطقة وغيرها بأن هناك امكانات كبيرة موجودة في الخليج يمكن تطويرها وتوسيعها من خلال التعاون والتشجيع الحكومي".