تحاشى الحلف الاطلسي امس توجيه ضربات عسكرية الى الصرب، على رغم التهديدات السابقة التي رافقت مفاوضات رامبوييه في فرنسا، مكتفياً بإعلان الوفد الصربي الى المفاوضات موافقته على الجانب السياسي من اقتراحات لجنة الاتصال الدولية، بعدما وافق عليها الوفد الالباني. وأعلن مسؤول اميركي امس في رامبوييه ان مفاوضات السلام في شأن كوسوفو ستمدد. وأضاف ان الصرب الذين وافقوا على الشق السياسي من الاتفاق يرفضون تقديم اي "تعهد جدي" في شأن الشق العسكري. ويتيح تمديد المفاوضات الى الثلثاء المقبل الفرصة امام الحلف الاطلسي لاقناع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بالموافقة على اشراف قوة من الاطلسي على تنفيذ الاتفاق. وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الذي يترأس ونظيره البريطاني روبن كوك المفاوضات، خلال مؤتمر صحافي امس ان تقدماً ملحوظاً تم احرازه على صعيد الاتفاق وبناء عليه، وبطلب من الاطراف قررت مجموعة الاتصال بذل جهود اضافية لتحقيق الاتفاق المنشود، بتمديد المفاوضات حتى الثالثة بعد ظهر الثلثاء المقبل. وحذر فيدرين مجدداً من ان المجموعة ستحمل الطرف المسؤول عن فشل المفاوضات، اذا حصل، كل التبعات المترتبة على ذلك. وواضح ان الصرب الذين وافقوا على الشق السياسي حصلوا على بعض التنازلات التي اعتبرها الألبان تنازلاً عن بعض حقوقهم. وأبدى مسؤول في الوفد الألباني في رامبوييه استياءه من التعديلات التي اجريت في اللحظات الاخيرة على وثائق الاتفاق. وأوضح رئيس الوفد الألباني هاشم تاتشي وهو من قياديي جيش تحرير كوسوفو في تصريحات نقلها المركز الاعلامي الألباني الى "الحياة" امس السبت عبر مكالمة هاتفية من بريشتينا ان هذه التعديلات "جاءت على حساب استقلالية مؤسسات الاقليم، لا سيما في الجوانب القضائية التي وضعت ضمن صلاحيات سلطات بلغراد". وأضاف تاتشي ان تعديلات رئيسية اخرى "اقرت تقسيم المؤسسة الاشتراعية الى مجلسين اعتماداً على الوجود العرقي للسكان ما يجعل الالبان يشكلون اقلية ويمكن الصرب من الهيمنة على القرارات التشريعية التي تقتضي موافقة الغالبية في المجلسين".