تواصلت الاشتباكات والهجمات الصربية في مناطق واسعة من كوسوفو امس الاحد. وحمّل الألبان الصرب مسؤولية ثلاثة انفجارات وقعت اول من امس السبت في مدينتي بودوييفو وميتروفيتسا واسفرت عن سقوط 65 شخصاً بين قتيل وجريح. وفي غضون ذلك اعرب الرئيس الألباني رجب ميداني عن ثقته بأن ألبان كوسوفو سيوقّعون اتفاق السلام المقترح في المفاوضات التي تستأنف اليوم في باريس. وقال في كلمة نقلها تلفزيون تيرانا امس ان "هذا الاتفاق ضروري لوقف اراقة الدماء ووضع حد لاعمال التطهير العرقي التي يمارسها الصرب وتحقيق السلام في الاقليم". ومن جهة اخرى، رفضت الحكومة الالبانية المشاركة في مؤتمر وزراء خارجية دول البلقان الذي يعقد اليوم في العاصمة الرومانية بوخارست للبحث في "الوضع في كوسوفو والحفاظ على الحدود في المنطقة والتعاون بين دولها". واعتبرت تيرانا ان "الوقت ليس مناسباً لعقد هذا المؤتمر في وقت يتركز الاهتمام على استئناف المفاوضات في فرنسا وتوقيع الاتفاق حول مشكلة كوسوفو". وتشارك في المؤتمر بلغاريا ومقدونيا وتركيا ويوغوسلافيا اضافة الى الدولتين المضيفة رومانيا وصاحبة الدعوة اليونان. ونقلت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة امس في بريشتينا عن رئيس الوفد الألباني الى مفاوضات باريس هاشم تاتشي ان الوفد الألباني "جاء الى باريس لتوقيع الاتفاق بحضور ورعاية دولية، شرط عدم حصول اي تغيير لمصلحة الصرب في الصيغة التي أُعدت في محادثات رامبوييه التي انتهت في 23 شباط فبراير الماضي". واوضح تاتشي وهو من قادة جيش تحرير كوسوفو ان التوقيع "يأتي حصيلة للمشاورات التي اجرتها الفئات السياسية والعسكرية الألبانية كافة، ووجدت نتيجتها ان الاتفاق المقترح مقبول من الشعب الألباني في كوسوفو". واعلن تلفزيون بلغراد امس ان الموقف الصربي لن يتغير وهو "عدم توقيع اي بند يتعارض مع الدستور اليوغوسلافي الذي لا يسمح بدخول اي قوات عسكرية اجنبية الى اراضي دولة يوغوسلافيا الاتحادية". واضاف ان الدستور "يعتبر مثل هذه القوات غازية وينبغي محاربتها بكل الوسائل الممكنة". ونقل التلفزيون عن نائب رئيس الحكومة اليوغوسلافية زوران ليليتش انه يمكن تذليل الخلافات من خلال حل وسط بين بلغراد والدول المطالبة بتدخل عسكري دولي "وذلك بتوقيع الوفد الصربي على وثائق الحكم الذاتي السياسية وتأجيل امور الاشراف الدولي الى مفاوضات لاحقة". وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا "ان ألبان كوسوفو سيوقّعون مشروع السلام واذا لم توقّع بلغراد فان الامور ستصبح واضحة ويكون الحلف مستعداً لتوجيه ضربات جوية ضد الاهداف الصربية".