"الطقاقة" فكرة سعودية صرفة وتمثل جزءاً أساسياً من حفل الزواج تماماً مثل العريس والعروسة والمهر، وهي من مغريات حفل الزواج وعوامل نجاحه خصوصاً إن كانت "الطقاقة" من الماهرات في بث الحيوية في أوصال الحاضرات. و"الطقاقات" في الأصل مجموعة من النساء لايقل عددهن عن ثلاث يضربن بالدفوف وينشدن الأغاني والأهازيج التقليدية ولا سيما في الأعراس. إلا أن الأوضاع الجديدة الناجمة عن التغير الاجتماعي قضت على هذه المهنة الشعبية ليحل مكانها فرق متطورة تعزف على الآلات الحديثة وتؤدي الأغاني الرائجة بدرجة من الجودة لاتقل، غالباً، عن المطربين الأصليين. وهذه الفرق ليست حديثة النشأة بل ذات جذور حجازية إذ كانت توجد مطربات محترفات تصاحب الواحدة منهن فرقة موسيقية كاملة مكونة من النساء. ومن أشهر المطربات في ذلك الوقت "توحه". وقد تنامى هذه الاتجاه حتى شمل معظم مناطق السعودية الآن فلم يعد ل"الطقاقات" الشعبيات حضور في حفلات الزواج إلا نادراً. فالسطوة لهذه الفرق الجديدة لما توفره من تنوع في الإيقاعات وحيوية في العزف وقدرة جيدة على تقليد الأغاني الذائعة وتلبية طلبات الراقصات في كل وقت. وتحرص هذه الفرق على التخلص من إرث "الطقاقات" باعتباره لايتلاءم مع قدراتهن الحالية إذ أن بعضهن لسن أقل مستوى من مطربات خليجيات معروفات ذوات أصول "طقاقية" مثل عتاب وأحلام وغيرهما. وبعض المطربات ما زلن يحتفظن ببقايا هذا الفن الشعبي وتظهر تقاطيعه في ادائهن أحياناً. وعادة ماتحمل الفرقة اسم مؤسستها والمطربة الرئيسية فيها في الوقت ذاته، فيكون اسمها "فرقة أم فلان أو فرقة فلانة" إلا ان الحس الشعبي الذي اعتاد الربط بين الطقاقات والأعراس لم يستطع أن يتخلى بسهولة عن هذه التسمية فأوجد حالة طريفة من الدمج مثل "فرقة الطقاقة فلانة". وهي تسمية لا تثير السخرية أو الاستصغار ولكن حفلات الزواج تبقى في الذاكرة النسائية متصلة بالطقاقة حتي وإن شاركت فيها مطربة مشهورة وهي لا بد لها أن تلتزم بالأصول الطقاقية مثل اداء أغان ذات ايقاعات راقصة ملائمة لتقاليد الرقص المحلي. ولعل وصف مطربة ما بأنها طقاقة هو تعبير مباشر عن الجودة والتميز في تقديم ليلة ناجحة. لكن المطربات الجديدات يردن التحرر من كل الجذور الطقاقية ومايرتبط بها من تصنيف اجتماعي وفني متواضع. والفرق النسائية الحالية تتكون عادة من سبع نساء أو أكثر لديهن الآتهن الموسيقية، وتتميز كل فرقة باسلوبها الخاص. فبعضها ذو طابع تقليدي وأخرى تميل للنزعات الشبابية في الغناء والألحان، كما أن بعض "الطقاقات" تقدم، أحياناً، أغانيها الخاصة التي تؤكد حقها في الطرب وترتفع بها عن مستوى الطقاقات مايجعل الآخرين يعاملونها باهتمام أكثر. يتم حجز الفرقة قبل الزواج بفترة طويلة، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق سكرتيرة الفرقة. ولا يتضمن أجر الفرقة الأساسي وسائل النقل والإقامة. وإذا كانت الفرقة في منطقة أخرى فإن الانتقال بالطائرة على حساب أصحاب الزواج. وتختلف أسعار الفرق حسب إمكانات الأسرة ونوعية الفرقة تالياً، إذ تتفاوت بين خمسة الآف الى 60 ألف ريال 1333 - 16000 دولار في الليلة الواحدة. ومعظم الفرق مطلوبة على مدار العام سواء داخل السعودية أم خارجها في الدول الخليجية الأخرى مايعني أن فرقة مثل "زبيدة" قد تحصد سنوياً مايقارب 4 ملايين دولار. وتعتبر فرقة "زبيدة" الأغلى والأكثر شهرة وأجرتها في الليلة 60 ألف ريال ويعتبر حضورها للحفل من عوامل حرص المدعوات على عدم التغيب عن الزواج، تليها فرقة "نوف" وهي ذات طابع شبابي في ادائها ونوعية اغانيها ويبلغ أجرها نحو 25 ألف ريال، ثم فرقة "نديبة" 16 ألف ريال ثم فرقة الشاطيء 16 ألف ريال. أما فرقة "أم تركي" فتعتبر من أرخص الفرق ويبلغ أجرها نحو سبعة الآف ريال. وهناك فرق متخصصة في تقديم عروض ماقبل الزفاف ومنها فرقة "أم أكرم" والتي تتقاضى نحو ثلاثة الآف ريال. وليس من السهل تحديد عدد الفرق إذ تظهر باستمرار فرق جديدة كما أن بعضها قد لايستمر طويلاً. وربما لجأت بعض الفرق الى تغيير الإسم إما بسبب تغير قائدة الفريق أو جلباً للحظ أو لأي سبب آخر. وأبرز الفرق المعروفة حالياً هي: زبيدة، نوف، فرقة الشاطئ، نديبة، ألحان الخليج، مزنة، أم جواد، حنان، طاهرة، عواطف،أم شروق، أم أفنان، غزيّل، أم تركي، أم أكرم. ويوجد حالياً عدد من متعهدات حفلات الزواج التي تشمل خدماتها الاتصال بالفرق والطقاقات المطلوبات، وتنسيق الصالة ، وتهيئة ملابس العروس، وتوفير نساء للخدمة في الحفل ومايتصل بذلك من خدمات. وعادة ما يتم الاتصال بالمتعهدات عن طريق بطاقات تحمل رقم هاتف المتعهدة وتتضمن الخدمات الأساسية التي يمكن أن تقدمها.