بغداد - أ ف ب - أعرب مسؤول في حزب "البعث" العراقي أمس لمناسبة مرور 25 عاما على بدء تجربة الحكم الذاتي للمناطق الكردية في شمال العراق، عن استعداد بغداد للتوصل الى "اتفاق نهائي" مع الاكراد بعيداً عن التدخلات الاجنبية، خصوصاً الاميركية والبريطانية. وقال عضو المجلس الوطني العراقي، العضو البارز في حزب "البعث" الحاكم، سعد قاسم حمودي: "اذا وضعنا حداً لصلة الاطراف الكردية بالاميركان والانكليز فمن الممكن الوصول الى اتفاق نهائي". واضاف حمودي، رداً على سؤال حول امكان تحقيق تقدم في الاتصالات الجارية بين الحكومة العراقية والاحزاب الكردية المعارضة ان "الحوار ما زال مفتوحاً، غير ان المشكلة الرئيسية في الموضوع هي الدور الاميركي الذي يرفض ويهدد الطرف الكردي ويمنعه من الوصول الى أي اتفاق مع بغداد". وتابع حمودي، الذي أدلى بهذا التصريح لمناسبة مرور ربع قرن على بدء تجربة الحكم الذاتي للاكراد في شمال العراق "نحن نريد حلا وطنيا سلميا في اطار العراق الواحد من دون اي دور او امتداد لجهة خارجية". واكد انه "ليست لدينا مشكلة دستورية او قانونية في استئناف الحوار. وسبق ان أعلنت القيادة استعدادها لمناقشة جميع وجهات النظر بهدف الوصول الى حل مرض، غير ان العقبة هي في الطرف الكردي الذي لا يزال لا يتعامل باستقلالية" في اشارة الى العلاقات التي تقيمها الاحزاب الكردية المعارضة مع واشنطنولندن. وكانت القيادة العراقية قد دعت مرات عدة الاحزاب الكردية في الشمال الى الحوار مع الحكومة بعيداً عن أية تدخلات خارجية. كما أعلن نائب رئيس الوزراء طارق عزيز قبل شهرين ان الحوار بين الحكومة العراقية والاحزاب الكردية يتواصل، الا انه اتهم الادارة الاميركية بممارسة ضغوط على الاكراد لمنعهم من الاتفاق مع الحكومة العراقية. يذكر ان الاحزاب الكردية المعارضة تسيطر على منطقة كردستان منذ منتصف 1991 بعدما قررت الحكومة المركزية سحب جميع ممثليها الرسميين اثر انهيار المفاوضات بين الجانبين. وكانت تلك المنطقة تتمتع منذ 11 اذار مارس 1974 بنوع من الحكم الذاتي اقرته الحكومة العراقية بعدما كانت قد اعترفت في 11 اذار مارس 1970 بما يسمى "بيان اذار" ب "الحقوق القومية والثقافية للاكراد". الى ذلك، دعت صحيفة "العراق" الناطقة باسم الاحزاب الكردية المتحالفة مع حزب "البعث" الحاكم "كل الاطراف السياسية في منطقة كردستان الى العودة الى بغداد بدلا من الاعداء". وتوجهت الصحيفة الى الاحزاب الكردية المعارضة بالقول "ليس أمامكم طريق اكثر أمانا وسلامة سوى طريق بغداد، وليس طريق واشنطن او لندن او تل ابيب ... فلا تضيعوا الفرصة التاريخية اذا كنتم مخلصين للكرد ولحاضرهم ولمستقبلهم". واكدت الصحيفة "ان حقوق الكرد محفوظة ومصونة في بغداد عاصمة العراق الواحد"، ونددت بالسياسات المطبقة ضد الاكراد في الدول المجاورة ايران وتركيا متسائلة "اين حقوق الكرد وهم بالملايين في بلدان الجوار؟ وهل فكرت الحكومات المعنية في التوصل الى صيغة بسيطة او متواضعة لشكل "بيان اذار" تمنح بموجبها الكرد بعض حقوقهم القومية؟". من جانبها حملت صحيفة "الثورة" الادارة الاميركية والحكومة البريطانية مسؤولية الوضع الاستثنائي القائم في شمال العراق، مؤكدة انهما تسعيان الى "منع تواصل التفاعل بين ابناء الشعب العراقي بعربه وكرده لترسيخ تجربة الحكم الذاتي وتطويرها وادامة تمتع الكرد بكامل حقوقهم القومية والثقافية في كنف الرحم العراقي الواحد". من جانبه عبر احمد الاتروشي، الامين العام ل "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الجناح المتحالف مع حزب البعث عن اعتقاده بأن كل المحاولات الخارجية للابقاء على الاوضاع الراهنة في شمال العراق ستمنى بالفشل. وقال: "لا ضمان للكرد وحقوقهم القومية الا في ظل العراق، وان الحل النهائي في بغداد وليس عن طريق واشنطن او لندن او تل ابيب". وشكك الاتروشي في امكان تحقيق تقدم في الاتصالات القائمة بين الاحزاب الكردية المعارضة والحكومة معتبرا "ان المشكلة الرئيسية هي التدخل الكبير في شؤون الشعب الكردي من قبل اميركا وبريطانيا".