ينتظر الفلاحون السوريون الأيام المتبقية من شهر آذار مارس الجاري والتي ستقرر في شكل نهائي وضع الموسم الحالي الذي يتوقع ان يكون الاسوأ منذ أعوام عدة، خصوصاً بالنسبة لموسمي القمح والشعير. وقالت مصادر في وزارة الزراعة "ان هطول بعض الامطار في الأيام المقبلة حتى لو كانت قليلة، قد يقلب التوقعات رأساً على عقب". وعلى رغم انقضاء شهرين أو أكثر على بدء زراعة القمح، إ لا ان المحصول لم ينبت في الأرض في مناطق الاستقرار الثانية والثالثة وبالنسبة لكل المساحات المزروعة بعلاً في جميع المحافظات والتي لا تزال تنتظر هطول بعض الأمطار. من جهتها، أكدت مصادر وزارة الزراعة ان حال المحاصيل الشتوية البعلية حتى الآن سيئة، وان آذار الجاري يعتبر حاسماً في تحديد نتائج الموسم. فإذا لم تهطل أمطار كافية خلال ما تبقى من الشهر، فإن النتائج ستكون مخيبة للآمال، خصوصاً بالنسبة الى القمح والشعير، إذ أن حال النبات في مناطق الاستقرار الأولي في محافظة درعا جنوب البلاد "سيئة جداً". اما في منطقة الجزيرة شمال شرق البلاد، فإن حال نبات القمح تعد جيدة فقط بالنسبة للمساحات المروية، أما البعلية فإنها لا تصلح حتى للرعي. وتشير تقارير المصالح الزراعية في المحافظات الى ان المساحة المروية المنفذة تساوي نحو 40 في المئة من اجمالي الخطة البالغ 1.6 مليون هكتار، وانها يمكن اذا أمنت لها مستلزمات السقاية والرعاية والتسميد ان تعطي نحو 2.9 مليون طن من القمح من اجمالي المخطط انتاجه وهو 4.7 مليون طن. لكن الأسوأ سيكون بالنسبة للشعير، اذ ان نحو 95 في المئة من زراعته تعتمد على الامطار ما سيزيد الأعباء على مربي الثروة الحيوانية. وبالنسبة الى محصول الحمص، تشير مصادر وزارة الزراعة الى ان وضع المساحات المنفذة منه حتى الآن والتي تشكل 27 في المئة، يعتبر "سيئاً" بسب انقطاع هطول الأمطار. وتشكل نسبة الأراضي البعل في سورية نحو 76 في المئة من الأراضي الزراعية وتبلغ مساحتها 2.733 مليون هكتار وترتبط زراعتها بسقوط الأمطار. ويشار الى ان جفاف الموسم الحالي لم يؤثر على الزراعة فقط بل طال الثروة الحيوانية ايضاً، اذ ان العشب لم ينبت في المراعي. وتعتمد الخراف والاغنام على الأعلاف الجاهزة، لذلك انخفضت اسعار اللحوم في سورية في شكل حاد أخيراً من 350 ليرة للكيلو سبعة دولارات الى أقل من 150 ليرة. ما دفع الحكومة الى عقد جلسات عاجلة لمعالجة هذا الوضع.