توقع خبراء في وزارة الزراعة السورية أن يتراجع إنتاج القمح من أربعة ملايين طن العام الماضي إلى نحو ثلاثة ملايين طن للموسم الحالي بسبب إصابة المحصول بمرض «صدأ القمح». وكان إنتاج القمح الذي يساهم بنحو 20 في المئة من القطاع الزراعي تراجع في السنوات الماضية، ما اضطر الحكومة إلى استيراد هذه المادة الاستراتيجية في عام 2008، للمرة الأولى منذ 15 عاماً بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد. وأكدت تقارير صادرة عن وزارة الزراعة في وقت سابق أن 8 في المئة من المساحات المزروعة قمحاً والبالغة نحو 1.6 مليون هكتار، أصيبت بمرض «صدأ القمح» وأن الإصابة انحصرت في المنطقة الشمالية والوسطى والشرقية. وقدرت الأرقام المساحات المصابة من القمح المروي بنحو 158 ألف هكتار، بينما بلغت في المساحات البعلية نحو 41 ألفاً. وتوقعت «المؤسسة العامة للحبوب» استلام نحو 2.5 مليون طن من القمح، في حين تشير تقارير رسمية إلى أن المؤسسة تحتفظ بمخزون جيد يكفي مع إنتاج الموسم الحالي لأكثر من عامين. علماً أن حاجة البلاد من القمح تتراوح بين 2.2 و2.5 مليون طن سنوياً. وكانت المؤسسة استلمت العام الماضي نحو 2.7 مليون طن من القمح، بزيادة 3 أضعاف عن عام 2008. وأعلن مديرها العام سليمان الناصر أن الحكومة رفعت سعر شراء طن القمح القاسي نحو 500 ليرة سورية (الدولار يساوي تقريباً 47 ليرة) وأصبح سعره 20.5 ألف ليرة في حين وصل سعر طن القمح الطري إلى 20 ألف ليرة. وأكد أن الهدف من رفع السعر هو تشجيع الفلاحين ودفعهم إلى تسليم كامل إنتاجهم إلى المؤسسة. وتدعم الحكومة كل كيلوغرام من القمح تشتريه من الفلاح بأكثر من 8 ليرات، علماً أن سعر القمح المستورد في السوق المحلية 12 ليرة. وتوقع خبراء أن تصل قيمة المحصول الحالي إلى 60 بليون ليرة بزيادة قدرها 4 بلايين عن الموسم الماضي. وكان وزير الزراعة عادل سفر أكد في تصريح الى «الحياة» أن قيمة الدعم الحكومي لمجمل المحاصيل الاستراتيجية والعادية تقدر هذه السنة ب32 بليون ليرة (نحو 700 مليون دولار) و72 بليون ليرة مع الاستثمارات الزراعية والقروض الممنوحة للري الحديث ومن المصرف الزراعي». ويعد القمح مصدراً للقطع الأجنبي بالنسبة لسورية التي حققت الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول في ثمانينات القرن الماضي وأضحت مصدرة للقمح منذ عام 1994. ويعتبر القمح القاسي ذات الجودة العالمية من أهم الأصناف المنتجة في سورية نظراً لتوافر الشروط المناخية الملائمة لها من أمطار ودرجات حرارة مناسبة.