حمل وزير الداخلية الايراني عبدالله نوري بعنف على "انصار حزب الله" الذين وصفهم بأنهم "مثيروا الاضطرابات" من دون ان يسميهم. وأكد في مؤتمر صحافي امس ان وزارته ستحيل على القضاء "مثيري الشغب" الذين تسببوا في صدامات خلال تظاهرة طالبية نظمها الاثنين في جامعة طهران اتحاد طالبي قريب الى انصار الرئيس سيد محمد خاتمي. ووسط اجواء محمومة عشية الانتخابات التكميلية في ايران اكد الوزير ان الداخلية الايرانية "تمكنت بفضل افلام من تحديد هوية مثيري الشغب الذين سيُحالون على القضاء" وحذر من "اثارة فتنة". ونقلت صحف طهران امس عن الناطق باسم الحكومة عطاء الله مهاجراني قوله: "اذا لاحقت العدالة والشرطة مثيري الشغب لن يجسر احد على مهاجمة اي تجمع". وكان الطلاب تظاهروا الاثنين احتجاجاً على رفض ترشيحات شخصيات من اليسار الراديكالي القريب الى خاتمي للانتخابات التكميلية. ودافع وزير الداخلية عن المتظاهرين مشيراً الى انهم حصلوا على اذن بالتظاهر، منتقداً "الاختيار المسبق" للمرشحين من قبل مجلس امناء الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون. وحذر من "اي تحرك" ل "انصار حزب الله" معرباً عن اسفه للصدامات التي اوقعت جرحى في حرم جامعة طهران، حيث احتشد ثلاثة آلاف طالب من التيار القريب الى خاتمي. وافادت وكالة "فرانس برس" ان قوات امن ايرانية شنّت حملة بعد الصدامات، واعتقلت عشرات. ونقل عن وزير الداخلية تأكيده اعتقال مجموعة من الاشخاص سيمثلون امام القضاء، وتحذيره من "اثارة فتنة". ودان العنف و"الاساليب غير السلمية" في التعبير عن الرأي. ونقلت وكالة الانباء القطرية عن الوزير ان "انصار حزب الله" الذين يهاجمون دور نشر وصالات سينما "يمارسون عملاً غير قانوني"، مشدداً على ضرورة معاقبتهم. وانتقد رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي بسبب تصريحاته المتكررة في شأن ملف الفساد في بلدية طهران، وقال: "انصح يزدي بأن يقلل من التناقض في كلامه والتهديد والغضب، وبأن يكون حديثه مستنداً الى القانون بصفته رئيساً للسلطة القضائية". وتابع عبدالله نوري ان التحقيقات التي يجريها يزدي مع رئيس بلدية طهران غلام حسين كرباستشي ومساعديه في غير محلها، واعرب عن امله بأن "يحترم يزدي الموقع الذي يحتله، وأوصيه بالتحدث عن اشياء اخرى وليس قضية كرباستشي كل اسبوع". وزاد: "ينبغي الا يكون كبير القضاة متناقضاً يثير القلق في النظام. من واجبي تقدير النشاطات العظيمة التي قام بها رئيس بلدية طهران خلال الاعوام الثمانية الماضية". ونوّه بجهود العاملين في البلدية "الذين صبروا خلال الشهور السبعة الاخيرة" لاتهامهم بالفساد. الى ذلك حض خاتمي رجال الدين في ايران على "مواكبة العصر" و"استيعاب العلوم الحديثة" والتمكن من مفردات "الخطاب العلمي" والكف عن التعاطي مع المشكلات والقضايا المعقدة بلغة "سطحية" او محاولة معالجتها من خلال "الحل السحري: هذا ممنوع ولا تفعل كذا". واشار الى "ثورة" الاتصالات التي يشهدها العالم، وتمنى على رجال الدين ان يدركوا انهم "في زمن الإنترنت" الذي يتطلب فهماً للحاجات "الحقيقية" للناس، خصوصاً الشباب. وشدد على ان رجال الدين كغيرهم يجب ان يلتزموا القانون. وكان خاتمي يتحدث امام حشد من علماء الدين في الحوزة العلمية في الاهواز في محافظة خوزستان. واختار خاتمي خوزستان العربية كأول محطة ليقوم بزيارة عمل اليها ما اعتبره عرب الاهواز "امتيازاً" والتفاتة تحمل معاني "كثيرة". وحرص خاتمي على تجنب المجاملات وهو يتحدث الى رجال الدين وانتقد الرؤى "التقليدية" وحمل على "تبسيط" القضايا المعقدة و"نبذ اي شخص يعبّر عن رأي مخالف ضد القيادة وولاية الفقيه وعلماء الدين". وتابع ان "الخلافات مسألة طبيعية واختلاف الرأي ضرورة، وهذا لا يقتصر على التوجهات السياسية والاقتصادية والثقافية بل ينسحب ايضاً على المفاهيم الدينية".