شيّع الأردن وأكثر من أربعين من زعماء العالم وعشرات من المسؤولين أمس العاهل الأردني الراحل الملك حسين، وسط طوفان من الحشود التي توافدت إلى عمان من كل أنحاء الأردن لتلقي نظرة الوداع على الملك حسين بن طلال. وكان التشييع مناسبة لتجدد دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة ودول عربية مؤثرة مثل السعودية دعمها الأردن في عهد الملك عبدالله بن الحسين، وكذلك مناسبة لجمع حشد من الزعماء العرب وكأنها القمة التي لم تنعقد. راجع ص 3 و4 و5. ومثلما كان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أول الواصلين إلى عمّان للمشاركة في التشييع، كان الرئيس السوري حافظ الأسد أول المعزين بوفاة الملك حسين، إذ وصل أمس إلى العاصمة الأردنية على رأس وفد رفيع المستوى، مما شكل مفاجأة اكتملت باجتماع منفرد عقده الرئيس السوري مع الملك عبدالله بن الحسين. وقالت مصادر ديبلوماسية ان "سورية تريد فتح صفحة جديدة مع العهد الأردني الجديد". واجرى الرئيس بيل كلينتون في عمان مساء امس محادثات مع العاهل الاردني الجديد الملك عبدالله بن الحسين، فيما عقدت لقاءات ثنائية عديدة بين زعماء الدول الذين شاركوا في التشييع. وجمعت مراسم تشييع الملك حسين عدداً من المسؤولين العرب بمن فيهم الرئيس السوري في مكان واحد مع الإسرائيليين، الذين لم ينتقلوا إلى عمّان في وفد موحد، وعلى رأسهم عيزر وايزمان ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية ارييل شارون. وقال نتانياهو إنه مقتنع بأهمية "بذل مزيد من الجهود السلمية وتحويلها إلى وقائع". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ديبلوماسي اسرائيلي ان نتانياهو التقى على هامش جنازة الملك حسين امس الرئيسين حسني مبارك وياسر عرفات كلاً على حدة. وقال المصدر ان نتانياهو التقى لفترة كلاً من مبارك وعرفات في ما يمكن وصفه بپ"كلام مقتضب". ويتبادل عرفاتونتانياهو الاتهامات بعرقلة مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية، في حين يتهم مبارك رئيس وزراء اسرائيل بمحاولة اجهاض عملية السلام والتنصل من اتفاقات الحكم الذاتي. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتانياهو قوله امس انه يأمل بپ"بدايةجديدة" للجهود السلمية من خلال مشاركته في تشييع الملك حسين الى جانب الرئيس السوري حافظ الأسد. وقال للاذاعة من عمان: "ان مجرد مجيئنا جميعاً الى هنا لنؤكد تمسكنا بسلام حقيقي في الشرق الاوسط اقنعني بوجوب القيام بمحاولة بداية جديدة لبذل مزيد من الجهود السلمية وتحويلها الى وقائع". وأكدت الادارة الاميركية امس دعمها العاهل الأردني الجديد الملك عبدالله وسط مشاركة اميركية مميزة في جنازة الملك حسين. اذ شارك في التشييع الرئيس بيل كلينتون وثلاثة رؤساء سابقون. وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس ان الملك عبدالله يوافق على السياسة التي تعتمدها ادارة الرئيس كلينتون ازاء نظام الرئيس صدام حسين. الأسد في دمشق اعلن الناطق الرئاسي السوري السيد جبران كورية ان الرئيس الأسد عقد امس مع الملك عبدالله بن الحسين "اجتماعاً منفرداً" في قصر رغدان، سبقه لقاء موسع مع رئيس الوزراء الأردني السيد فايز الطراونة في حضور وزير الخارجية الأردني السيد عبدالاله الخطيب. وحضر من الجانب السوري نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع. وأعطت مصادر ديبلوماسية اهمية خاصة للقاء الأسد - الملك عبدالله على هامش تشييع جثمان الملك حسين، وأشارت الى ان "سورية تريد فتح صفحة جديدة مع العهد الاردني الجديد"، لافتة الى ان اللقاء بمثابة "دعم سوري للاستقرار والاستمرار في الأردن في عهد الملك عبدالله". وكان الأسد اول الذين القوا نظرة الوداع على جثمان الملك حسين. وأكدت السعودية وقوفها الى جانب الأردن في برقيات تعزية الى الملك عبدالله بن الحسين وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وخاطب الملك فهد العاهل الأردني الجديد قائلاً: "عزاؤنا ان جلالتكم ستعملون بإذن الله على ملء الفراغ الذي تركه والدكم الراحل". وشارك الأمير عبدالله على رأس وفد سعودي رفيع المستوى في مراسم تشييع الملك حسين، واجتمع أمس مع الملك عبدالله بن الحسين. وقال لدى وصوله الى عمان ليل الأحد: "لا يمكننا ان نفرط بالأردن".