توقع الرئيس حافظ الأسد أن تكون العلاقات السورية - الأردنية جيدة في المستقبل، فيما طلب الرئيس الاميركي بيل كلنتون من الرئيس الاسد خلال لقائهما على هامش تشييع الملك حسين في عمّان مساء أول من أمس أن "يساعد الأردن" في ظل العهد الجديد. وأكدت صحيفة "تشرين" الحكومية ان دمشق "تقف بصلابة" الى جانب الأردن الذي "لا يتهدده خطر سوى الخطر الاسرائىلي". وتوقعت أن تؤدي مشاركة الأسد في تشييع الملك حسين واجتماعه المغلق مع الملك عبدالله بن الحسين الى "نتائج طيبة لمصلحة البلدين الشقيقين". وأعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان كلينتون "قصد الرئيس الأسد في قصر رغدان للتحية بعد تشييع جثمان الملك حسين، وجرى تبادل للآراء في قضايا المنطقة، واُبديت رغبة في تنشيط الاتصالات" بين واشنطنودمشق. وأشار كورية الى ان اللقاء جرى في حضور نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع، ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك والمنسق الاميركي لعملية السلام دينس روس. ونُقل في عمان عن كلينتون قوله للأسد :"انني مسرور لأنك هنا. آمل في ان تساعد الاردن" في العهد الجديد. وكان الأسد عقد لقاءً منفرداً مع الملك عبدالله بن الحسين. وسأله صحافيون عن مستقبل العلاقات بين دمشق وعمّان في ضوء اللقاء، فأجاب: "إن شاء الله ستكون علاقتنا جيدة" في المستقبل. وبثت اذاعة دمشق أمس أن "مبادرة" الرئيس حافظ الأسد بالمشاركة في تشييع الملك حسين أول من أمس "ساهمت في تعرية دور إسرائيل التخريبي وإعادة الثقة إلى العلاقات السورية - الأردنية والعربية عموماً". وأضافت ان الإسرائيليين سعوا إلى "ترويج الأكاذيب والدسائس بغرض الايقاع" بين دمشق وعمّان، في إشارة إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين من أن دمشق ستتدخل عسكرياً في الأردن بعد تولي الملك عبدالله الحكم فيه. وتابعت الاذاعة الرسمية ان الأسد "حرص على وضع مصالح الأمة العليا فوق كل المصالح الأخرى". وكتبت صحيفة "تشرين" الرسمية أمس أن الأسد "حرص على الانتقال شخصياً الى عمّان للتعزية في فقيد الأردن الكبير وإبداء التعاطف مع الشعب الاردني الشقيق". وأشارت إلى أن "الأوساط الاردنية خصوصاً والاوساط العربية كافة استقبلت مبادرة الرئيس الأسد بارتياح كبير نظراً للعلاقات والوشائج الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين ومحاولات اسرائيل الاصطياد في الماء العكر لتخريب العلاقات العربية انطلاقاً من سياسة فرق تسد". وتابعت الصحيفة ان الزيارة ولقاء الاسد مع الملك عبدالله "لا بد ان يسفرا عن نتائج طيبة لمصلحة البلدين الشقيقين والتضامن العربي"، وذكّرت ان الشرع "أعرب قطعاً لدابر الأكاذيب الاسرائيلية ان ما جرى في الاردن من تغييرات هو شأن داخلي وان الاشقاء في الاردن قادرون على تجاوز التحديات والصعوبات". وتابعت ان سياسة سورية ودورها "مكرسان كلياً لتوطيد التضامن العربي وحشد الطاقات والامكانات لمواجهة مخططات اسرائيل العدوانية وتخريبها المتعمد لعملية السلام بموقف موحد يستند الى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام". أكدت ان دمشق "لا تتمنى للأردن الشقيق سوى العز والاستقرار، وهي قوة للاردن وسند له، ولا يتهدد الأردن من خطر سوى الخطر الاسرائيلي ومطامع اسرائيل التوسعية ومحاولاتها ابتلاع كل فلسطين وتشريد شعبها بالكامل"، وان دمشق "تقف بصلابة الى جانب كل الاشقاء العرب وتضع نصب عينيها العمل على جمع الكلمة والصف، وحشد الطاقات لدعم الحق العربي وقهر الباطل الصهيوني". في عمّان ق. ن. أ، وصف السفير الأميركي لدى إسرائيل ادوارد ووكر لقاء الرئيسين الأميركي والسوري بأنه "مهم"، وأوضح في تصريح للاذاعة الإسرائيلية بثته أمس ان واشنطن "تتلهف لإرساء السلام بين سورية وإسرائيل وترى أن السلام بين البلدين لا بد أن يتحقق في نهاية المطاف". وقال السفير الأميركي من جهة أخرى، إن ترتيب قمة أميركية - فلسطينية - إسرائيلية "يحتاج إلى بعض الوقت. والأمر يتوقف على التزام الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالتعهدات التي قطعها كل منهما على نفسه في اتفاق واي بلانتيشين". ونوه عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية في حديث لراديو لندن بثه أمس، بالزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأسد إلى عمّان أول من أمس، معرباً عن أمله في استثمار تلك الزيارة لإزالة أسباب الخلاف في وجهات النظر بين سورية والأردن. وعبر عن تقديره وارتياحه لقيام الرئيس الأسد بهذه الخطوة، وقال: "اعتقد أن هذه الزيارة ستساعد على تنقية الأجواء العربية".