أعلن العماد ميشال عون أمس ان "التيار الوطني الحر" الذي يقوده "تنظيم يقوم على توسيع التوافق على الثوابت الوطنية، من استقلال وسيادة وحريات عامة ووحدة مؤسسات، اضافة الى وحدة الأرض اللبنانية وسلامتها". ودعا هذا التيار الى "تثبيت هذه المفاهيم واحداث الالتفاف حولها". وأضاف، في كلمة عبر الهاتف من باريس، الى خلوة عقدها "التيار" لإعلان هيكليته في لبنان، أن "لا معنى للأحزاب إذا لم تتنافس ضمن الثوابت الوطنية، والا أصبح عملها تخريبياً سيهدد الوطن بالزوال بعد تفكيك مجتمعه". ووصف العلاقة مع سورية بأنها "ما زالت احتلالية ما دام وجودها العسكري لم يلتزم بروتوكولاً يحدد طبيعة العلاقة مع هذا الوجود ومدته"، منتقداً الاحتفالات في لبنان بتجديد البيعة للرئيس حافظ الأسد. وحمّل سورية "مسؤولية العداء للبنانيين الداعين الى قيام وطن متين الركائز يحترمه القيمون عليه ويحبونه"، معتبراً "ان العلاقة القائمة مع الزاحفين على البطون تبقى مزيفة وعرضة للزوال في أي وقت". وأعلن ان اقتراع السوريين في لبنان "أمر يمس بالسيادة"، متسائلاً "كيف تحجب الحكومة اللبنانية حق اللبناني في ممارسة الانتخاب في الخارج وتسمح به للسوريين في لبنان". ودعا اللبنانيين الى المطالبة بالكشف عن اتفاق بين سورية واسرائيل أبرم عام 1974 تحت رعاية وزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر، مستغرباً "ان يكون هدوء الجولان أقوى من هدوء الملائكة". وأوضح ان "الاحتلالات في لبنان ابعاد مختلفة لمؤامرة واحدة، وعلى الجميع مقاومتها والإلتقاء على استعادة السيادة لأن التجزئة في موضوع الإحتلال هي التي تبرر استمراره"، محملاً الحكومة اللبنانية مسؤولية تفريغ منطقة جزين من الجيش وتهجير أهلها، ووصف الإصلاح الذي تقوم به بأنه "اسم لغير مسمى"، ملاحظاً "اثارة النعرات الطائفية على ألسنة مسؤولين سابقين"، وشدد على أهمية أن يمارس الجيش اللبناني وحده الأمن والدفاع على كل الأراضي اللبنانية. وكانت انبثقت من خلوة "التيار" في بيروت هيئتان تشكلان الإطار التنظيمي للتيار هما: الهيئة العامة برئاسة المحامي نديم لطيف ممثلاً لعون وضمت أعضاء منتدبين للمناطق اللبنانية ومسؤولين عن نشاطات أخرى هم السادة: سليم عون ورينيه القارح وجان حنا وجبران باسيل وأدونس عكرة وفادي بركات وعبدالله الخوري وحكمت ديب وماريو عون ويوسف سلامة وكميل الخوري وفؤاد فرحات وعصام كرم وفؤاد صيّاح وزياد مونس وجورج الحداد وآلان عون ومارون عواد، والهيئة السياسية برئاسة الدكتور يوسف سعد الله الخوري وضمت السيدة ريا الداعوق والسادة ناجي غاريوس وميشال توفيق عون وسمير صليبي ونعمان مراد وسمير يونس ونعمان أبي أنطون وميشال دو شادرفيان وبسام الآغا. وأعلن التيار أنه يتجنب الأطر الحزبية والعقائدية الجامعة ويعتمد الآليات المرنة المؤهلة للتواصل مع القاعدة والقادرة على مواكبة الحدث بأسلوب علمي منفتح وفاعل، مشدداً على أهدافه الوطنية "كحركة تحرير وتغيير". وأبدى قلقاً على هوية لبنان "التي ما زالت عرضة لهجمة مبرمجة يشنها الاحتلال"، واصفاً الدولة بأنها "رهينة"، ومعتبراً أن المؤسسات الدستورية "ما زالت ممسوكة بإحكام وملحوقة بالأمر الواقع، وإرادتنا الوطنية مرتهنة وقرارنا اللبناني الحر في غيبوبة كاملة عن التحديات الخطيرة". وطالب بتنفيذ القرار الدولي الرقم 520 الداعي الى انسحاب كل القوى الأجنبية من لبنان "لمنع التجاذب السوري - الإسرائيلي على أرضه". وشدد على قيام مصالحة وطنية حقيقية والتوازن والمشاركة وعودة المهجرين، رافضاً التوطين ومرسوم التجنيس، ومتخوفاً من تقييد الحريات، ومطالباً بتحرير لبنان من المديونية العامة، بالعمل على استعادة الثقة المفقودة بالنظام اللبناني وتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية البشرية بكل أبعادها. ودعا الى اطلاق الموقوفين والأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية والسورية.