استكمل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط مصالحاته مع قوى 8 آذار، وغداة مصالحة الشويفات، انتقل امس الى الرابية حيث اجتمع مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون، على رأس وفد من اللقاء و«الحزب التقدمي الاشتراكي». وضم الوفد الذي رافق جنبلاط، الوزيرين وائل ابو فاعور وأكرم شهيب، والنواب: مروان حمادة، نعمة طعمة، علاء الدين ترو وإيلي عون، اضافة الى القياديين في «التقدمي» المقدم شريف فياض، ناصر زيدان، دريد ياغي ورامي الريس. وتمثل تكتل «التغيير والاصلاح» و «التيار الوطني الحر» بالنواب: فريد الخازن، حكمت ديب، ناجي غاريوس، عباس هاشم، سيمون ابي رميا، وليد خوري، زياد اسود، ميشال حلو، وادغار معلوف، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، اضافة الى الوزير السابق ماريو عون، والقيادي في «التيار» ناصيف قزي. وغاب عن اللقاء النواب: هنري حلو وفؤاد السعد وأنطوان سعد، ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر الرابية أنه «لم توجه دعوات إنما جنبلاط هو من اختار الوفد المرافق». وفي بداية اللقاء، قدم جنبلاط الى عون كتاباً باللغة الفرنسية لكاتب شيوعي النزعة جوزي سراماغو الذي نال جائزة نوبل في الآداب تحت عنوان «الانجيل بحسب يسوع المسيح». وأكدت مصادر «اللقاء الديموقراطي» أن الأجواء التي سادت اللقاء «كانت إيجابية وودية وجيدة، وان الكلام الذي صدر عن الاجتماع كان محور المواضيع التي جرى البحث فيها ومناقشتها بروحية التعاون لا سيما موضوع المهجرين وتثبيت العودة في الجبل وكيفية إقفال الملف بالتعاون مع كل القوى السياسية الأخرى المعنية بهذا الموضوع، الى جانب إرساء مناخ المصالحات على المستوى الوطني بما يساعد في تكريس المرحلة السياسية الجديدة، ومتابعة العلاقة الثنائية بين الطرفين على أكثر من مستوى إنمائي وميداني متصل بملف المهجرين والعودة». ولفتت المصادر الى التأكيد في اللقاء على العلاقة القديمة بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» و «التيار الوطني الحر» ولو انها مرَّت بمراحل متقطعة، وهي كانت بدأت منذ مصالحة الجبل التاريخية برعاية البطريرك نصر الله صفير العام 2001. جنبلاط وقال جنبلاط بعد اللقاء: «أريد أن أوضح أن اللقاء ليس للمصالحة إنما هو للمصارحة، سبق أن التقينا مع «التيار الوطني الحر» في مناسبات عدة وتفاهمنا. وكان اللقاء الأساس عام 2001 عندما توّج البطريرك صفير مصالحة الجبل وكان الاضطهاد يلحق آنذاك ب «التيار الوطني الحر» في العدلية. ومنذ ذلك الوقت وضعنا المدماك الأساس للمصالحة، ولاحقاً تباعدنا بفعل الظروف السياسية والانتخابية ولم نتمكن من اللقاء، لكننا التقينا أخيراً، قبل أن آتي الى الرابية، في هيئة الحوار الوطني الأولى التي شكّلها الرئيس نبيه بري ثم في تلك التي تأسست بعد اتفاق الدوحة». وأضاف: «نتابع ونتصارح في كل المواضيع. هناك مواضيع إجرائية في عهدة مجلس الوزراء وهو عبارة عن حكومة وفاق وطني، أما طاولة الحوار فهي المكان الأفضل لمناقشة الأمور الكبرى وهذه هي كلماتي اليوم عند العماد ميشال عون». عون وأعلن عون ان «مواضيع المصارحة تعددت وهي تهيّئ لمرحلة جيّدة كي نكمل العودة في الجبل، والتناغم في المواضيع السياسية الكبرى الوطنية في المجلس». ورأى ان «العودة وحدها ليست كافية، الجبل بحاجة الى إنماء كي يبقى فيه سكانه. كل هذه المواضيع وغيرها طرحت، ولكن يبقى الأساس عودة الطمأنينة والهدوء على مستوى الجبل الذي يشكّل قلب لبنان مع ساحله وسهله. واستقراره وطمأنينته يحصّنان الوحدة الوطنية والدفاع. والأيام المقبلة الدليل الكبير لهذا التحصين». واعتبر عون ان «اليوم هو وقت للتفاهم الوطني الكبير الذي يحصل كالتفاهم الذي حصل بين «التيار الوطني الحر» و «حزب الله»، والتفاهم السياسي سيأتي في سياق التفاهم الكبير الذي نشكّله». وعلق على سؤال رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع: هل لا تزال أجراس الكنائس في المختارة؟»، بالقول ساخراً: «أريد أن أسأله قبلاً، هو زار المختارة أوّلاً، وأنا لم أزرها بعد». وأكمل ممازحاً: «عندما أزور المختارة سأقوم بتفتيش الأقبية». وعن انعكاس المصالحات على القاعدة الشعبية، اعتبر عون «انها تنعكس في شكل جيدّ ايجابي». وقال: «الانفراج نفسه الذي رأيناه عندما قمنا بتفاهم مع «حزب الله» نشعر به اليوم في الجبل». وعن جدولة تأمين أموال العودة الى الجبل، اكد عون بحث الموضوع «وهذا بالتفاهم مع الحكومة، لأنّه ليس ثنائياً وأثناء مشاوراتنا لتشكيل الحكومة تعهّد رئيس الحكومة بتأمين الأموال». وعن زيارته المختارة، قال عون انها «لم تبرمج بعد»، مشدداً على ان «الوحدة الوطنية ستحصَّن وستحصِّن الدفاع عن لبنان. طبعاً نحن نحصّن لبنان باتجاه الأعداء الذين يهددونه، وحدة لبنان تمنع الاعتداء عليه ولن يستطيع العدو أن يحقق من عمله العسكري أي انجاز سياسي». ووصف المرحلة المقبلة بأنها مرحلة «عودة الهدوء والسلام الى لبنان. سلام حقيقي. مررنا بمرحلة هدوء من بعد 1990 ونزعوا الحواجز الترابية والناس تنقلت على الطرقات ولكن لم يكن هناك سلام نفسي. اليوم السلام النفسي عمّ وهذا ما يعطي الطمأنينة الحقيقية». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» ينشر اليوم: « أن المصالحات لا تلغي الاختلاف في الرأي السياسي في لبنان، لأن هذا الاختلاف يبقى السمة الرئيسة في النظام الديموقراطي»، مشيراً الى أن «هيئة الحوار التي يترأسها رئيس الجمهورية تبقى المكان المناسب لمناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية».