دعا رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي الى اعتماد "منهج المصارحة" لبناء علاقات التعاون بين الدول الافريقية "ليساهم الجميع في بناء قارة قوية وفاعلة". وأوضح اليوسفي لدى اجتماعه مع وفد من المركز الافريقي الاقليمي للتكنولوجيا يرأسه وزير الصناعة في دولة بنين جون بييرايكي، ان المغرب على استعداد لتقديم كل الدعم لوضع بنيات قوية للتعاون الافريقي. ورأت مصادر مغربية في تركيزه على "فكرة المصارحة" اشارة الى تطورات قضية الصحراء، في ضوء الاعداد لاجتماع وزراء الخارجية الافارقة قبل نهاية الشهر الجاري لدرس الموقف من دعوات الى تعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية" في منظمة الوحدة الافريقية، وفق خطة اقرتها قمة بوركينافاسو العام الماضي، بعد تعذر التوصل الى اتفاق حول هذه المسألة. وكان ناطق باسم وزارة الخارجية المغربية انتقد في وقت سابق تصريحات الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية السيد سليم احمد سليم حول مشاركة المنظمة في الاشراف على استفتاء الصحراء. ونفى المغرب ان يكون قدم طلباً للعودة الى المنظمة الافريقية التي يرهن عودته اليها بتعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية" فيها. وكان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني صرح أخيراً بأن المغرب "سيعود الى منظمة الوحدة الافريقية في حال تنحي الجمهورية المزعومة من حظيرتها". الى ذلك، وصف عبدالله القادري نائب الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي المعارض تطورات قضية الصحراء بأنها "قضية مصيرية" بالنسبة الى المغرب. وقال امام اجتماع حزبي امس في الرباط ان تنظيم الاستفتاء رهن بمشاركة جميع المتحدرين من اصول صحراوية، وان المغرب "لن يفرط في اي شبر من تراب الصحراء، مهما كانت التضحيات التي يتحملها". وتحدث عن مواقف احزاب المعارضة ازاء تجربة حكومة اليوسفي بعد مرور قرابة عام على تعيينه، وقال "انها فرصة مواتية وكافية لتقويم اداء الحكومة"، وان "الانجازات الملموسة على مستوى معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً البطالة والاستثمارات، هي المرجعية التي تستند اليها المعارضة في ممارسة نقد بناء للحكومة".