وصف السفير المغربي المتجول السيد ابراهيم حكيم الصعوبات التي تعترض تنفيذ خطة الاستفتاء في الصحراء الغربية بانها تخص العلاقة بين "بوليساريو" والاممالمتحدة. وقال ان المغرب يتعاون من أجل تنفيذ مقتضيات اتفاقات هيوستن التي رعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر. واستبعد عقد اتصالات جديدة بين الطرفين، مؤكداً ان تنفيذ الاتفاقات المبرمة هي الطريق نحو تسريع آليات الاستفتاء. الى ذلك هيمنت تطورات ملف الصحراء، والموقف من المساعي التي تبذلها اطراف عدة لمعاودة انتساب المغرب الى منظمة الوحدة الافريقية على المحادثات التي اجراها رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مساء أول من أمس. وذكرت المصادر ان الزعيم الافريقي اقترح على المسؤولين في الرباط خطة تمكن المغرب من المشاركة في اعمال مؤتمر القمة الافريقية التي تستضيفها بلاده ما بين 8 و10 حزيران يونيو المقبل، كون المغرب انسحب من المنظمة عام 1984 احتجاجاً على اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية"، لكنه حافظ على علاقات تعاون شامل مع الدول الافريقية تعززت عبر ابرام اتفاقات للتعاون وتنسيق المواقف. وعلّقت عشر دول افريقية في السنوات الماضية اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية"، وأعلنت دعم خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة منذ سنوات. لكن ذلك لم يؤد الى انهاء مشكلة انسحاب المغرب من المنظمة الافريقية. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان مساعي تبذلها عواصم افريقية عدة لانجاز مهمة عودة المغرب الى منظمة الوحدة الافريقية، بهدف تعزيز دورها في حل النزاعات والابقاء عليها اطاراً للعمل الافريقي. لكن الرباط ترهن ذلك بتصحيح "الوضع الشاذ" المتمثل في قبول عضوية "الجمهورية الصحراوية" الذي "يناقض دعم فكرة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية الذي من شأنه ان يعكس ارادة السكان في الاندماج مع المغرب او الاستقلال". وكانت بوركينا فاسو طلبت من المغرب تقديم مساعدات لمواجهة حال الجفاف المزمن الذي تواجهه البلاد. وقدم وزير المياه والبيئة ساليف ديالو هذا الطلب قائلاً ان بلاده تعاني من مشاكل التزود بالمياه والانقطاعات المفاجئة في التيار الكهربائي بسبب نقص مياه السدود. ووصف الوضع بأنه "سيء". ومن المقرر ان يتوجه وفد تقني مغربي الى واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، لدرس حاجيات البلاد. وكان رئيس وفد برلماني اوروبي زار المغرب اشاد بالتزام المغرب التعاون مع الاممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء. وصرح النائب كريستيان كابرول لدى مغادرته المغرب مساء الثلثاء: "انها مبادرة جد سخية، كون المغرب قبل اتاحة الفرص لسكان المحافظات الصحراوية - الذين هم مغاربة - للتعبير عن ارادتهم". وأكد عزم البرلمان الاوروبي على تعزيز علاقات التعاون مع المغرب، بعد التفاهم الحاصل وطي صفحة الانتقادات التي كانت تستند الى "دوافع سياسية"، الى ذلك قالت اوساط ديبلوماسية ان البادرة الافريقية الجديدة تكمن اهميتها في ان بوركينا فاسو هي التي تستضيف المنظمة الافريقية، وفي امكانها التغلب على اشكالات توجيه دعوات الحضور - في حال اقصاء "الجمهورية الصحراوية - كونها لم تعد تعترف بذلك الكيان. يضاف الى ذلك أن منظمة الوحدة الافريقية تشارك بصفة مراقب الى جانب الاممالمتحدة في الاعداد لاستفتاء الصحراء، وسيظل عملها مناقضاً للابقاء على الاعتراف ب "الجمهورية الصحراوية". وتوقعت ان يفد على الرباط رؤساء دول افريقية اخرى للبحث في الصيغة المقترحة للعودة، بخاصة في ضوء نتائج زيارات وفود افريقية سابقة، تمنت على المغرب معاودة الانتساب الى منظمة الوحدة الافريقية، ضمن توفير الشروط الكفيلة بذلك. من جهة ثانية رأس العاهل المغربي الملك الحسن الثاني امس اول مجلس وزاري للحكومة الجديدة التي يقودها السيد عبدالرحمن اليوسفي. وقالت مصادر رسمية ان درس مضمون البرنامج الذي ستعرضه الحكومة اليوم امام مجلس النواب كان على رأس جدول اعمال الاجتماع. اذ من المقرر ان يبدأ المجلس الاثنين المقبل في درس البرنامج والتصويت عليه، كون الدستور المعدل يرهن ممارسة العمل الحكومي بحيازة ثقة مجلس النواب. وبدا ان الحكومة الجديدة مطمئنة الى حيازة الثقة في ضوء التحالف القائم الذي يؤهلها لتشكيل غالبية نيابية تدعمها في البرلمان. وكان البرلمان المغربي بغرفتيه عرف نقاشاً واسعاً في اليومين الاخيرين طاول القوانين الداخلية، التي تحدد العلاقة بين المجلسين وتنظيم التعاطي مع الحكومة. وصوت مجلس المستشارين بالاجماع على بنود القانون الداخلي، وبالغالبية على احدى مواده، لكنه رفض اقتراحاً لجهة اقتطاع تعويضات النواب الذين يتغيبون عن المجلس.