عقب تخرج غسان مطر من كلية التربية والتعليم في طرابلس - لبنان، التحق بالعمل كمصحح في جريدة "النهار" وفي 1959 عمل مذيعاً في التلفزيون اللبناني، وكان يقوم بتغطية جميع حفلات النقل الخارجي الى جانب استكماله تقديم برنامج "الفن هوايتي" خلفاًَ لرشاد البيبي، ولكنه سرعان ما تحول الى التمثيل عام 1962 حين عرض عليه التمثيل في سهرة درامية عن الخليفة عمر بن الخطاب، في مناسبة انتخاب الشيخ حسن خالد مفتياً للبنان، وحاز على إعجاب الجميع، وبعدها انطلق الى عالم النجومية ووصل رصيده السينمائي الى ما يزيد على الخمسين فيلماً أبرزها "الجبابرة" و"الفلسطيني الثائر" للمخرج رضا ميسر و"كلنا فدائيون" لغاري غاربتيان، و"الشيماء" لحسام الدين مصطفى، و"أشرف خاطئة" لعبدالرحمن شريف و"الضياع" لمحمد سلمان و"حالة تلبس" لهنري بركات، و"الشيطان امرأة" لنيازي مصطفى، الى جانب اكثر من 60 مسلسلاً ومسرحية بين بيروت والقاهرة. ويشغل حالياً منصب الأمين العام المساعد لاتحاد الفنانين العرب، والأمين العام لاتحاد الفنانين الفلسطينيين، وأخيراً انتهى من تجسيد شخصية موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق في فيلم "حائط البطولات" الذي يشارك فيه ما يزيد على 130 فناناً وفنانة من بينهم محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة واحمد بدير وخالد النبوي وعايدة عبدالعزيز ومن تأليف ابراهيم رشاد وإخراج محمد راضي. "الحياة" سألته عن كيفية اختياره لتجسيد شخصية موشى ديان؟ - أثناء جلوسي ذات مرة مع صديقي المخرج محمد راضي وجدته يحدثني عن شخصيات فيلمه "حائط البطولات" وقدم لي نسخة من السيناريو وقال لي "كم أتمنى أن تؤدي شخصية الجنرال موشى ديان لأضبط إيقاع الجانب الإسرائيلي في الفيلم"، وطلب مني قراءة الشخصية والرد خلال 48 ساعة، فأجبته على الفور بأنني موافق على أداء الشخصية. لماذا وافقت وأنت عضو في المجلس الوطني الفلسطيني؟ - لأن في رأس كل فلسطيني إسرائيلي. وإلى أي درجة وصلت في ادائك لهذه الشخصية؟ - إنني أدافع بكل ما لديّ من وسائل ومعرفة عن الشخصية التي أجسدها، ويتحول هذا الدفاع، من خلال الاستلهام والرؤية والتحضير للشخصية أقرأها جيداً واتركها تتنامى في كل لحظة حتى نصبح كلانا واحداً روحاً وكياناً. وما مصادرك التي استندت إليها لتعرف ديان أكثر؟ - قرأت لديان "قصة حياتي" ثم كتاب "أيبقى السيف الحكم؟" الذي ألفه عندما تولى وزارة الخارجية، وكان عليّ أيضاً أن أعيد قراءته من خلال دافيد بن غوريون وغولدا مائير وأشكول وغاليلي ويادين، ووايزمان ورابين. الى جانب أنني شاهدت أفلاماً تسجيلية رأيته فيها يتمشى ويتكلم، شخصية فذة، غريبة الأطوار، مليئة بالتناقضات والانفعال والحيوية، تجيد الصمت والرد الفوري. وكيف تعاملت مع طريقة نطقه؟ - استلهامي لطريقة نطق ديان كان من أصعب المراحل التي مررت بها، كانت له طريقة في النطق عندما يتحدث العربية الفلسطينية أقرب الى اللهجة البدوية، مع لكنة عبرية في بعض الأحرف، وقمت بإجراء اختبارات صوتية عدة وانتهيت الى "النطق عبر الاسفنج" حيث حشوت فمي بقطعتي اسفنج وتدريجياً بدأت ملامح الصوت والنطق تتوضح. وهل كان لك رأي معين في الماكياج؟ - هذا شيء طبيعي، عقدت والماكيير شريف فهمي جلسات عمل عدة، حدثته عن شخصية ديان وزودته ببعض الصور لمراحل الشخصية، وعندما جلسنا لبدء البروفة الأولى قضينا خمس ساعات متتالية وعبر ثماني بروفات وصلنا الى 80 في المئة من ملامح الشخصية، واختصرنا عملية الماكياج الى ساعتين ونصف الساعة عند بدء التصوير. وما أسباب غيابك عن مسلسلات رمضان خلال العام الحالي؟ - لارتباطي بأربعة أفلام سينمائية "امبراطورية الشر" لاسماعيل جمال و"أبناء الشيطان" لابراهيم عفيقي و"حائط البطولات" و"ظل الشهيد" لايهاب راضي الى جانب عملي في مسرحية "بهلول في اسطنبول". هل هي عودة الى السينما وابتعاد عن التلفزيون؟ - لا تستطيع الابتعاد عن الادوار المهمة في المسلسلات التلفزيونية، قد يعجبني في مسلسل أفضله على عمل سينمائي ولهذا وافقت على أداء شخصية "الصُميل" في مسلسل "صقر قريش"، من تأليف مصطفى محرم، وإخراج ممدوح مراد، واستعد للسينما بثلاثة أفلام هي "بركان الغضب" و"السفاح" و"الطيور المهاجرة". وماذا عن السينما الفلسطينية؟ - لدينا أكثر من خمسين كادراً فنياً يتعلمون في أكبر المعاهد السينمائية، عربياً وعالمياً، وهم نواة لتقديم أعمال سينمائية فلسطينية اضافة الى عدد كبير من المخرجين، أمثال ميشال خليفة ورشيد مشهراوي وغالب شعث وغيرهم، وبالنسبة الي أحضر سيناريو فيلم "خيول الريح" لتصويره بين القدسالشرقية وبيت لحم حيث تدور الأحداث أيام الانتفاضة الباسلة.