من على متن السفينة سيروكو - رويترز - انهارت امس الثلثاء خطة سلام لإنهاء الحرب الاهلية في غينيا بيساو بعد تجدد المعارك في العاصمة، في وقت رست قبالة سواحل البلاد السفينة الفرنسية "سيروكو" حاملة المجموعة الاولى من قوات اقليمية لحفظ السلام قوامها 300 عنصر. وقال قائد السفينة الفرنسية ان انزال القوات مستحيل نظراً الى حال الفوضى السائدة في البلاد. وقال رئيس الحكومة المؤقتة في غينيا بيساو فرانسيس فاضل ان مدفعية السفينة الفرنسية قصفت مواقع القوات المتمردة بقيادة رئيس الاركان السابق انسوماني ماني، مشيرا الى ان القذائف التي استخدمت امس اقوى من اي قذائف استخدمتها القوات الحكومية ضد المتمردين. لكن مسؤولين فرنسيين نفوا نفياً قاطعاً هذه التهمة واكدوا ان "سفينة النقل والقيادة سيروكو، لا تملك مصادر نيران كافية لقصف السواحل". وعمد الاف من سكان العاصمة الى الفرار من ديارهم مرة أخرى تجاوباً مع نداء وجهه اليهم المتمردون عبر اذاعة يسيطرون عليها، محذرين من تصعيد عسكري وشيك، فيما نقلت وكالة انباء "لوسا" البرتغالية عن مصادر في المستشفيات اول من امس، ان ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا وجرح حوالى 200 آخرين منذ تجدد القتال الاحد الماضي. وذكرت ان ثلاث قذائف مورتر سقطت على المستشفى المركزي. وفي الوقت نفسه، قال الجيش في السنغال المجاورة ان قواته التي ساندت الرئيس الغيني خواو برناردو بييرا منذ قيام التمرد ضده في أيار مايو الماضي، لم تشارك في المعارك الجديدة. واكد الجيش السنغالي في بيان ان "المعارك الجديدة تدور بين المتمردين والقوات النظامية التابعة لغينيا كوناكري" المجاورة. وللسنغال ودولة غينيا الناطقة بالفرنسية حوالى ثلاثة آلاف جندي في بيساو جاؤوا لدعم حكومتها منذ بدأ التمرد هناك بعد اقدام الرئيس على عزل الجنرال ماني، وهو حليفه السابق في حرب الاستقلال ضد البرتغال، بسبب مزاعم عن تورطه في عمليات تهريب أسلحة. وكان نشر قوات حفظ سلام لدول غرب افريقيا احد شروط هدنة وقعها الرئيس وقائد المتمردين في العاصمة النيجيرية ابوجا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وينص اتفاق السلام على تشكيل حكومة انتقالية لمراقبة الانتخابات في البلاد. وتوقفت عملية السلام أسابيع عدة بعد إصرار المتمردين على انسحاب القوات السنغالية والغينية، قبل تشكيل أي حكومة جديدة. وكان تم التوصل الى تسوية يوم الجمعة الماضي تقضي بسحب القوات السنغالية والغينية فور وصول قوات حفظ السلام الافريقية.