لشبونة، دكار - أ ب، أ ف ب - عنفت المعارك في عاصمة غينيا بيساو أمس الأحد. وتبادل المتمردون بقيادة رئيس الأركان السابق انسومان ماني القصف المدفعي مع القوات الحكومية الموالية للرئيس خواو برناردو فييرا المدعومة من الجيشين السنغالي والغيني. وجاء ذلك في وقت كشف النقاب عن مأساة وقعت يوم الجمعة الماضي وأدت إلى مقتل 200 من الفارين من الحرب الدائرة في غينيا بيساو، عندما غرق قارب كان يقلهم قبالة شواطئ العاصمة. وأكد فرنسيون وصلوا أمس إلى العاصمة السنغاليةدكار على متن سفينة برتغالية أن القارب الذي كان يقل الهاربين انقلب "لأسباب مجهولة" فيما كان متجهاً إلى جزر بيجاغوس التي تبعد خمسين كيلومتراً عن شواطئ بيساو. ولم تتوفر معلومات عن الغرقى، كما لم تتوفر احصاءات دقيقة لعدد ضحايا المعارك في بيساو التي يعتقد أنها حصدت عشرات، علماً ان المصادر الرسمية تحدثت عن عشرة قتلى في مقابل 60 قتيلاً في صفوف المتمردين. وصعّد المتمردون قصفهم للمواقع التي يسيطر عليها الجيش انطلاقاً من ثكنة برا القريبة من المطار والتي احتفظوا بالسيطرة عليها. وجاء هذا التصعيد رداً على بيانات أطلقها القادة العسكريون الموالون للرئيس وحلفاؤهم السنغاليون أعلنوا فيها أنهم سيطروا على مواقع عدة للمتمردين وشارفوا على إنهاء التمرد. واعتبر المتمردون الذين يسيطرون على اذاعة خاصة ان هذه البيانات دعائية وأكدوا استدعاءهم للتفاوض من أجل فتح الطرق بما في ذلك المطار لإيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة. وأكد مصدر عسكري لوكالة الأنباء البرتغالية لوسا أمس أن قائد القوات البرية في غينيا بيساو ساندجي فاتي وقائد قوات التدخل السريع رشيد صايغ قتلا اثناء المعارك الدائرة في بيساو، كما قتل قائد اركان البحرية فيليسيانو غوميز، واينسيتو كوستا مرافق رئيس الجمهورية. وأبدى الرئيس الغامبي يحيى جامه استعداده للتوسط لدى قائد المتمردين وهو من أصل غامبي لاقناعه بالتخلي عن الحرب التي شنها على النظام بعد تكريس عزله عن منصبه بسبب اتهامه بتهريب أسلحة إلى انفصاليي كازامانس في السنغال.