أعلن الدكتور جاسم المناعي الرئيس المدير العام لصندوق النقد العربي أن وفداً من الصندوق يزور الجزائر حالياً للاتفاق على برنامج لاصلاح القطاع المالي وتقديم قرض جديد لها لهذا الغرض. وأشاد المناعي، الذي اجتمع في أبو ظبي مع وفد جزائري برئاسة وزير التجارة يحيى بلعايب، بالاصلاحات الاقتصادية التي حققتها الجزائر خلال الأعوام الماضية. وقال إن الجزائر من أهم الدول المساهمة في صندوق النقد العربي ولها كرسي خاص في مجلس الإدارة على غرار المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يؤكد "أهمية دورها" في العمل الاقتصادي العربي المشترك. وذكر ان صندوق النقد العربي قدم للجزائر قروضاً بقيمة 624 مليون دولار ساهمت في تعزيز الوضع المالي والاقتصادي للجزائر وساعدتها في تنفيذ برامج الاصلاح المالي والاقتصادي. وأضاف المناعي، الذي يرأس أيضاً برنامج تمويل التجارة العربية، ان البرنامج قدم بدوره للجزائر، من خلال وكالاته الوطنية الخمس فيها، 53 خط ائتمان لتمويل صفقات تجارية بين الجزائر ومختلف الدول العربية بلغت قيمتها الاجمالية 210 ملايين دولار أميركي. وتشمل هذه الصفقات سلعاً مختلفة مثل أسلاك حديد وأنابيب والومنيوم وكابلات وثاني اكسيد التيتانيوم وقضبان حديدية ومكونات المكيفات والقمح. من جهته، أكد وزير التجارة الجزائري أن بلاده تعمل لتعزيز تجارتها مع الدول العربية. وكشف أن تجارتها مع هذه الدول لا تتعدى نسبتها الآن 5 في المئة من اجمالي قيمة وارداتها الاجمالية التي تراوح بين 8 و9 بلايين دولار، أكثر من 80 في المئة منها مع دول الاتحاد الأوروبي. وأشار الوزير الجزائري إلى أن بلاده تعاني من مشاكل اقتصادية نتيجة تراجع أسعار النفط. وذكر ان عائداتها النفطية انخفضت العام الماضي بأكثر من 500 مليون دولار. وقال بلعايب ل "الحياة" إن الجزائر تمكنت من إعادة جدولة ديونها، مشيراً إلى ان الديون الخارجية ارتفعت بعد الجدولة من 25 إلى 31 بليون دولار. وأكد ان الجزائر نفذت برامج اصلاح بمساعدة صندوق النقد الدولي استمرت 4 أعوام استعاد بعدها الاقتصاد توازنه. وأكد أن الاقتصاد الجزائري حقق نمواً العام الماضي بلغت نسبته 5 في المئة على رغم ان تدفق الأموال الأجنبية للجزائر ما زال محدوداً. ودعا بالعايب المصارف والمؤسسات المالية العربية إلى فتح فروع لها في الجزائر. وقال إن بلاده فتحت أبواب الاستثمار أمام المؤسسات العربية والأجنبية، وان المناخ الاستثماري فيها مهيأ لجذب الاستثمارات. وأضاف بلعايب ان الجزائر بدأت تحركاً على المستوى العربي للتعريف بالاصلاحات الاقتصادية التي حققتها منذ مطلع التسعينات بعد الانتقال من النظام الموجه إلى نظام اقتصاد السوق. ولفت إلى أن هذا التحرك بدأ بإقامة معرض في البحرين انتقل لاحقاً إلى قطر قبل اقامته الأسبوع المقبل في دبي. ودعا الوزير الجزائري المصارف العربية إلى الوجود في شكل أوسع في الجزائر، مشيراً إلى ان بلاده تملك قاعدة صناعية كبيرة ومنتجات قادرة على المنافسة. وكشف بلعايب عن توجه الجزائر إلى الانضمام إلى اتفاقية منظمة التجارة الدولية وتقديمها طلباً في هذا الشأن، في الوقت الذي ما زالت لها اعتراضات على تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة. وأكد ضرورة وضع قواعد سليمة لتنمية التجارة العربية البينية تتفق مع القوانين العالمية، خصوصاً أن معظم الدول العربية انضمت أو في طريقها إلى الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية.