ئيلي بنيامين نتانياهو عن تصريحات حذر فيها من "الخطر القادم من الشرق"، تحديداً، من تحالف أردني جديد مع عراق قوي. وقال أفيف بوشينسكي الناطق باسم نتانياهو ان الأردن لن ينضم الى العراق في تحالف ضد اسرائيل. وأضاف ان الظروف تغيرت عما كانت عليه في العام 1991 و"ان الأردن قوي ولا يحتاج الى التحالف مع العراق"، مشيراً الى ان الملك عبدالله أكد ذلك لرئيس الوزراء الاسرائيلي خلال لقائهما الأخير في جنازة والده الملك حسين. وفي عمان، رفضت مصادر رسمية مضمون التصريحات المنسوبة الى نتانياهو، خصوصاً انها تأتي عشية الزيارة الرسمية التي من المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الأردن غداً الاحد. وقالت هذه المصادر لپ"الحياة" ان نتانياهو يسعى من خلال تصريحاته هذه الى "تحويل الأنظار عن فشله في تنفيذ المرحلة التالية من اتفاق واي ريفر وعن مسؤوليته تجاه تعثر عملية السلام في مختلف المسارات التفاوضية". وأضافت ان الأردن "يلتزم الاتفاقات التي يتعاقد عليها". وان "على الحكومة الاسرائيلية التزام تنفيذ الاتفاقات التي وقعتها بدلاً من محاولة توجيه الاتهامات الى الأطراف الأخرى والحديث عن تهديدات مزعومة لاسرائيل". وكان نتانياهو، قبل يومين من توجهه الى الأردن في أول زيارة رسمية للملك عبدالله، حذر من "الخطر القادم من الشرق" في حال عقد الأردن تحالفاً جديداً مع العراق. وقال ان الملك حسين "فارس السلام" كان أول من انضم الى الرئيس العراقي صدام حسين لأن العراق كان قوياً. وأضاف ان عراق 1991 "سيكون صغيراً مقابل عراق المتسلح بالسلاح النووي" وسيكون الأردن "اول من سيتوجه اليه ويعقد تحالفاً معه". وأضاف نتانياهو خلال محاضرة القاها في مؤتمر "آسا للأبحاث الاستراتيجية" في جامعة بار ايلان: "سنجد انفسنا مع تهديد عراقي على حدود الأردن وتواصل عراقي من ضواحي تل أبيب حتى بغداد". وهدد بأن اسرائيل سترد على هجمات "سكود" العراقية على تل أبيب مثلما ترد على صواريخ الكاتيوشا اللبنانية على كريات شمونه. وقال "اننا غير مستعدين لامتصاص الضربات مثلما حصل في العام 1991 ولن نمر على ذلك بهدوء. والقرار نفسه الذي اتخذ بشأن كريات شمونه ينسحب على تل أبيب". ومن المقرر ان ينضم وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون الى نتانياهو في زيارته الى عمان غداً الأحد التي كان مقرراً ان تتم قبل وفاة الملك حسين، إلا أنها ارجئت لهذا السبب واكتفى نتانياهو بالذهاب وتقديم التعازي للملك الجديد. ورأت مصادر سياسية اسرائيلية ان الملك عبدالله سيفضل عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك مع نتانياهو "لافتقاره الى التجربة" مشيرة الى ان هذا المؤتمر سيعقد بمشاركة نظير نتانياهو رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة. زيارة انتخابية وتأتي زيارة نتانياهو وشارون في اطار الحملة الانتخابية الجارية التي ترى مصادر في اسرائيل ان العلاقة مع الأردن تشكل إحدى الركائز الاساسية للمرشحين الاسرائيليين لرئاسة الحكومة الجديدة. وكان زعيم حزب الوسط الجديد اسحق موردخاي كشف في هذا السياق عن تفاصيل لقاء شخصي مع الملك الأردني الراحل طلب خلاله "تعميق التعاون الامني" بين الأردن واسرائيل. وقال موردخاي في مقابلة مع صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية انه خلال زيارة سرية قام بها الى الأردن في العام 1997 عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع، شاهد تدريباً عسكرياً لأول جيش عربي وعرفه خلاله الملك الى نجله عبدالله. واعتبرت المصادر الأردنية ان الهدف من تصريحات نتانياهو هو "محاولة وضع الأردن في موقف دفاعي عشية الزيارة التي سيقوم بها نتانياهو الى الأردن". وأوضحت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يستهدف أيضاً "إثارة مخاوف أمنية في أوساط الرأي العام الاسرائيلي لتعزيز مواقعه في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة". واشارت الى ان نتانياهو استند الى اللقاء الذي تم بين العاهل الأردني الملك عبدالله ووزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف قبل يومين ليثير مخاوف اسرائيلية في شكل يخدم حملته الانتخابية. كما استند الى تصريحات العاهل الأردني التي أكد فيها ان الأردن لن يتدخل في الشؤون الداخلية للعراق ولن يكون طرفاً في محاولة الاطاحة بالنظام العراقي، وذلك "لمحاولة الايقاع بين واشنطنوعمان".