تحدت بلغراد من جديد تحذير واشنطن من مغبة إقدام القوات الصربية على شن هجوم واسع ضد معاقل المقاتلين الألبان في كوسوفو. ووصفت البيانات الاميركية بأنها "تشجيع مستمر للانفصاليين على مزيد من الاعمال الارهابية". وذكرت مصادر المراقبين الدوليين ان ارتالا من الدبابات الصربية توجهت الى مناطق بلديتي "سوفاريكا" و"أوراخوفاتس" جنوب غربي بريشتينا التي سيطر عليها جيش تحرير كوسوفو، ما زاد المخاوف من اندلاع معارك دامية هناك. في غضون ذلك، قال ناطق باسم بعثة المراقبة الدولية في كوسوفو امس الجمعة ان "السلطات الحدودية اليوغوسلافية حجزت جوازات سفر ستة مراقبين ومنعتهم من الانتقال الى جمهورية مقدونيا المجاورة واعتقلت اثنين منهم". وتوقع الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا ان يتم توقيع مشاريع السلام التي اعدتها مجموعة الاتصال الدولية، عند استئناف المفاوضات في فرنسا منتصف الشهر المقبل. وأشار في تصريح أدلى به أمس في بريشتينا الى ان الفئات الالبانية السياسية والعسكرية "بدأت مشاورات واسعة لاتخاذ مواقف ايجابية تجاه المساعي الدولية لتحقيق تسوية سلمية شاملة لمشكلة اقليم كوسوفو". واضاف روغوفا ان الفئات الالبانية تجمع على ان "انتشار قوات تابعة لحلف الاطلسي في كوسوفو هو ضمان لا بد منه لتنفيذ أي اتفاق يوقعه الألبان". من جهة اخرى، شوهدت اعداد كبيرة من عناصر الميليشيات الصربية وهي تتمركز قرب القرى التي يسيطر عليها المقاتلون الألبان في بلدية فوتشيترن شمال غربي بريشتينا. ووصف مراقبون ديبلوماسيون في كوسوفو هذا الانتشار بأنه "يمثل خطراً كبيراً نظراً الى ما عرف عن أفراد هذه الميليشيات من عنف وتطهير عرقي اثناء الحرب في كل من البوسنة وكرواتيا". وأصدرت الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية امس بياناً تضمن إدانة شديدة لتهديدات كل من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي بشن غارات جوية على أهداف صربية. ووصف البيان هذه التهديدات بأنها "غير مقبولة وان الشعب الصربي سيرد عليها بكل ما لديه من امكانات لمواجهة أي عدوان يتعرض له". واعتبر البيان "الضغوط والتهديدات الاطلسية بأنها عقبة في طريق التوصل الى اتفاق سلام في كوسوفو". وشدد على ان بلغراد تعتبر التهديدات الاميركية والاطلسية بمثابة دعم "مباشر للارهاب الألباني". وجاء بيان بلغراد رداً على ما أعلنته الادارة الاميركية أن يوغوسلافيا نقلت أكثر من أربعة آلاف من الجنود وأكثر من 60 دبابة الى حدود اقليم كوسوفو. وحذرت واشنطن "من أن أي هجوم على الألبان في الاقليم سيقابل بإجراء عسكري رادع من الحلف الاطلسي"، وسط معلومات عن تحركات عسكرية صربية داخل كوسوفو ووقوع اشتباكات في شمال الاقليم وغربه. وأفاد الناطق باسم بعثة المراقبة الأوروبية سيندي بلايت ان "القوات الصربية منعت المراقبين من الوصول الى مناطق القتال والتحقق من الطرف المسؤول عن هذه الاشتباكات". وأشار الى ان القوات الصربية تذرعت بأنها تقوم بمناورات ربيعية اعتيادية تم الاعلان عنها "وليس من حق أي جهة دولية مراقبتها"