بدأت في ضاحية الرياض صباح امس أعمال بناء أول محطة أرضية في الشرق الأوسط ترتبط بمنظومة اتصال متكاملة تعمل بالأقمار الاصطناعية ومخصصة لتغطية الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي. وأعرب مسؤولون في "شركة النجم العالمي السعودية للتشغيل المحدودة" اس. جي. او" التي تنفذ المشروع عن أملهم في تشغيل النظام فوق الأراضي السعودية في غضون سنة من الآن على أكثر تقدير. وقال مساعد المدير التنفيذي للشركة السيد زاريه كاجريان ل "الحياة" ان المحطة الأرضية، المتصلة بمنظومة "غلوبلستار"، ستُبنى فوق مساحة 50 ألف متر مربع في منطقة ديراب على بعد 30 كلم من العاصمة السعودية. وأشار إلى أن الأرض مستأجرة لمدة 15 عاماً وإلى أن كلفة البناء مع تجهيز المحطة تصل إلى 95 مليون ريال. وكانت مجموعتا "دلة" و"ساتكو" السعوديتان أسستا شركة الاتصالات عبر البلاد العربية "تاتكوم" التي أسست بدورها شركة "اس. جي. او" التي اطلقت المشروع الحالي وحصلت على موافقة مجلس الوزراء السعودي في تشرين الثاني نوفمبر 1997 لتنفيذه. وتملكت "تاتكو" 51 في المئة من "اس. جي. او"، في حين بدأ البحث عن شركاء سعوديين لتمويل ال 49 في المئة المتبقية من كلفة المشروع. وقال كاجريان: "بعد يومين أو ثلاثة سينهي البنك السعودي - الأميركي، الذي تولى استقدام المستثمرين السعوديين، المرحلة الثانية من التمويل الذي يبلغ اجماليه 200 مليون ريال" نحو 65 مليون دولار. وبانتهاء المرحلة الثانية يصل حجم التمويل الذي تم الاكتتاب فيه إلى 140 مليون ريال بعد مشاركة أربعة مستثمرين سعوديين هم السادة سليمان أبو نُمي وسعود العيسى وبشير العظم وعبدالله الجميعة. وذكر كاجريان ان "المبلغ المتبقي في حدود 60 مليون ريال يعمل "البنك السعودي - الأميركي" على تأمينها من خلال ادخال شركاء سعوديين جدد. وهذه المرحلة الثالثة ستنجز في غضون ثلاثة أشهر". وتعتبر منظومة "ايريديوم" و"غلوبلستار" و"سكايبريدج" الوحيدة التي تتخصص في تقديم خدمات تجارية للاتصالات ونقل المعلومات تغطي الكرة الأرضية انطلاقاً من شبكة أقمار اصطناعية على مدارات متفاوتة وتربط المستهلكين عبر أجهزة هاتف نقال خاص. وينتظر أن تباشر "غلوبلستار" في تقديم خدماتها التجارية اعتباراً من أيلول سبتمبر المقبل، على ان تؤمن بعد شهر من ذلك التاريخ خدمة الاتصالات للمستهلكين. وتضم المنظومة حالياً 12 قمراً اصطناعياً ينتظر أن يرتفع عددها إلى 52 قمراً نهاية السنة الجارية مع اطلاق اربعة أقمار شهرياً عبر استخدام صواريخ "سويوز" و"دلتا2" و"آريان4". وبُنيت حتى الآن ست محطات ربط في فرنسا والأرجنتين وافريقيا الجنوبية واستراليا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهناك 32 محطة أخرى يجري بناؤها حالياً على أن يتعاقب افتتاحها بمعدل أربع محطات شهرياً ليصل العدد إلى 38 محطة منتصف السنة المقبلة. وتغطي هذه المنظومة 116 بلداً تم التعاقد مع موردي خدمات الاتصالات فيها. كما أن هناك 32 بلداً بينها السعودية حصلت على امتياز العمل فوق أراضيها. وقال كاجريان: "هدفنا البدء في كانون الثاني يناير المقبل، لكننا نأخذ في الاعتبار احتمال التجديد حتى آذار مارس 2000 على أقصى تقدير، وذلك في حال اقتضت اجراءات التجريب والاختبار التأخر بعض الشيء". وأضاف: "ستكون محطة الرياض الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي وستؤمن تغطية واسعة وستصل إلى نصف الأراضي المصرية وبلدان المشرق والخليج". وتتولى فرنسا، عبر شركة "تيزام" التابعة ل "فرانس تليكوم" و"الكاتل"، تغطية بلدان المغرب العربي. و"تيزام" هي شريك في شركة "غلوبلستار" الأميركية الأم. وأفاد كاجريان أن شركته ستبيع في الوقت الحاضر "في السعودية لأنه ليس لدينا امتياز الشرق الأوسط". وتوقع ان يكون "عدد المشتركين في حدود 20 ألفاً في البداية على أن يصل إلى 200 ألف خلال خمس سنوات". واعترف بأن "من الصعب ضمان تحقيق هذا الهدف، لكن هناك طلبات كثيرة في السعودية وهي كافية لأكثر من شركتين، أي غلوبلستار وايريديوم". وأشار إلى أن المستخدمين المحتملين هم الشركات والقطاع شبه الحكومي في السعودية، وهذا يتضمن شركات على غرار "آرامكو"، والقطاع العسكري وقطاع الأعمال والمسافرين. وذكر في هذا الخصوص ان اتصالات عدة جرت لتقويم حجم الطلب، "وشعرنا بوجود اهتمام قوي، وأجرينا دراستين للسوق أكدتا الانطباعات التي خرجنا بها من لقاءاتنا مع ممثلي هذه القطاعات". وتوقع ان يتجاوز العائد "في السنة الثالثة للتشغيل 120 مليون دولار"، لكنه نوه إلى صعوبة تحديد حجم الربح الصافي، مشيراً إلى أن "البنك السعودي - الأميركي توقع نسبة 37 في المئة كعائد داخلي". وقال إن الرسوم المجباة ستكون أربعة إلى خمسة أضعاف الرسوم المستوفاة لدى استخدام جهاز الهاتف النقال. وعما إذا كان هذا الارتفاع في السعر يمكن أن يشكل عائقاً أمام التوسع في السوق السعودية، أجاب: "هذا محتمل، لكن هدفنا هو خدمة قطاع الأعمال والأفراد، خصوصاً في المناطق النائية من المملكة حيث يرغب السكان في الحصول على خدمة الهاتف وهم لذلك سيدفعون على اعتبار أن الهاتف ليس جزءاً من الكماليات". وتوقع ان تطرح شركته سعر الخدمة لديها بنحو 13 ريالاً نحو أربعة دولارات للدقيقة، وعلى أساس نصف السعر الذي قد تطرحه "ايريديوم" في خدمتها. الجدير بالذكر ان "غلوبلستار" تبيع بالجملة إلى موردي الخدمات المحليين دقيقة الاتصال الواحدة بالقمر الاصطناعي بسعر يراوح بين دولار و5،1 دولار "وفقاً للأسواق". أما سعر جهاز الاتصال اليدوي الذي تصنعه "اريكسون" و"تليتال" الايطالية، فتسلمه "غلوبلستار" بسعر يناهز ألف دولار على أن يتيح للمستخدم الاتصال - عبر نظام الجوال "جي. اس. ام" في حال كان في منطقة التغطية أو عبر الأقمار الاصطناعية في حال كان خارجها. وأفاد كاجريان ان كلفة المشروع الذي سيعمل فيه 120 موظفاً ستتوزع بين 105 ملايين ريال نحو 30 مليون دولار تسدد كالتزام مالي مسبق ل "غلوبلستار" وفق أقساط شهرية تنتهي في كانون الثاني يناير 2000، مع بدء العمليات التجارية في المملكة. كما يسدد 8،8 مليون دولار قبل بدء التشغيل ثمناً لتجهيزات وبينها برمجيات للمحاسبة والفواتير ومتابعة الزبائن بقيمة 20 مليون ريال. وسيخصص 15 مليون ريال للتسويق و60 مليوناً لموازنة التشغيل والموظفين والإدارة.