قتل ثلاثة ضباط اسرائيليين وجرح خمسة آخرون في مواجهات دارت ليل اول من امس بين قوة كوماندوس اسرائيلية حاولت التسلل في اتجاه منطقتي بركة الجبور وميدون، في البقاع الغربي ومجموعة من "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" كانت تنصب مكمناً في المنطقة. فقد أعلن الجيش الاسرائيلي ان قائد الوحدات الخاصة في قوة المظليين الاسرائيليين سايرين تزانهانيم وهو برتبة رائد قتل مع ضابطين آخرين برتبة ملازم من هذه الوحدات، فيما اصيب جندي اسرائيلي اصابة خطرة وضابط وجنديان بجروح متوسطة وجندي آخر بجروح طفيفة. وهؤلاء اول عسكريين اسرائيليين يقتلون في لبنان منذ بداية هذا العام، علماً ان تسعة عسكريين آخرين جرحوا. وأوضح ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان "المروحيات اجلت الجرحى والقتلى في ظروف صعبة نظراً الى اطلاق النار الغزير من مدافع الهاون والمضادات الجوية". وأضاف ان "القتلى سقطوا في تبادل للنيران مع الارهابيين خلال عملية اسرائيلية شمال القطاع الشرقي من المنطقة الامنية في جنوبلبنان". ونقلت المراسلة العسكرية الاسرائيلية عن الجيش الاسرائيلي روايته لما حدث وقالت "كان الجنود في طريقهم الى عملية تنفيذية في منطقة الريحان في القطاع الشرقي وأثناء مبادرتهم بتنفيذ احدى العمليات فاجأهم افراد "حزب الله" من مسافة قصيرة جداً ما ادى الى مقتل الضباط الثلاثة على الفور واصابة خمسة آخرين بجروح بينهم ضابط ايضاً من احد الوحدات النخبة المهمة في لواء المظليين". وأضافت ان "افراد "حزب الله" المهاجمين كانوا بين ثلاثة وخمسة، وحصل بعد سقوط القتلى والجرحى في صفوف القوة الاسرائيلية، تبادل كثيف لإطلاق النار الامر الذي ادى الى صعوبة في انقاذ الجرحى الذين نقلوا في ما بعد في مروحية الى المستشفى". وقال المراسل العسكري الاسرائيلي ان "المكان الذي وقع فيه الحادث شائك وصعب ووعر، ووسط ظروف جوية قاسية، وان المروحيات عملت فوق طاقاتها وقدراتها للوصول الى المكان، في وقت كان افراد "حزب الله" يقومون بعملية قصف مركزة طول ساعة كاملة على القوة". وأضاف "تحدثت الى بعض الجنود الذين نجوا من مكمن "حزب الله" حين عادوا غاضبين". وقال ان "ما شاهدته مزق قلبي". وأعلنت "المقاومة الاسلامية" اللبنانية ان مجموعات من القوة الخاصة فيها نصبت مكمناً في الثانية عشرة والنصف فجر امس "لقوة كوماندوس صهيونية حاولت التسلل في اتجاه المناطق المحررة في البقاع الغربي عند تلال الجبور وميدون. ولدى وصولها الى نقطة المكمن وعلى بعد اربعة امتار فقط باغتها المجاهدون وانقضوا عليها بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية". وقالت ان "مواجهات عنيفة دارت لمدة ثلاث ساعات ادت الى سقوط 15 اصابة من جنود العدو بين قتيل وجريح، وسط حال من الضياع والارباك الشديدين اللذين سادا صفوف القوة المعتدية فلم تتمكن من التراجع نتيجة احكام المجاهدين السيطرة الميدانية التامة على ارض المعركة". وتابعت ان "العدو استعان بالطائرات المروحية التي اطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة بكثافة في محاولة منها لفك الحصار عن القوة المستهدفة وسحب الاصابات، لكنها لم تنجح لأن وحدة الاسناد الناري استهدفت خطوط الانسحاب ومهبط المروحيات". وأشارت الى ان "العدو دفع في الثالثة فجراً بقوات ميدانية تدعمها آليات ومروحيات الى ارض المعركة لمساندة القوة المهاجمة فتصدى لها المجاهدون بالاسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات مباشرة". وفي حين اعلنت اسرائيل ان قواتها تمكنت من قتل عدد من عناصر "حزب الله" خلال الاشتباك، نفى الاخير اصابة اي من عناصره. وقال ان "جميع المجاهدين عادوا الى اماكن انطلاقهم في سلام بعدما غنموا اسلحة وعتاداً عسكرياً". وفيما اعلنت "المقاومة الاسلامية" في بيان آخر ان مجموعات منها هاجمت مواقع القلعة والدبشة وبلاط والرادار بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، مؤكدة تحقيق اصابات مباشرة، اعترفت اذاعة "صوت الجنوب" الناطقة باسم "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل بالعمليات وقالت "انها لم تسفر عن اصابات". وأفادت "حركة أمل" انها هاجمت صباح امس موقع سجد فى اقليم التفاح. وأوضحت أن مجموعات منها اشتبكت بعد منتصف ليل اول من امس مع قوة اسرائيلية فى الاراضى اللبنانيةالمحتلة فى مثلث طلوسة - بني حيان. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان طائرات اسرائيلية قصفت اهدافاً تابعة ل"حزب الله" في جنوبلبنان بعد معارك الفجر، وأطلقت صواريخ على بركة جبور ووادي زلايا في البقاع الغربي. وفي المواقف، رأى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "الاسرائيليين كانوا يريدون التقدم للقيام بعمل يسجلوا من خلاله انهم حققوا انجازاً معيناً. لكن المقاومين كانوا في انتظارهم". وقال ان "اسرائيل تعتدي دائماً، اما ان تتحجج بهذه العملية للقيام برد فعل عسكري في مكان ما او في موقع ما، فهي لا تحتاج الى ذرائع ومبررات ولكن سنكون دائماً في المرصاد في مواجهة هذه الاعتداءات". وقال المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" الحاج حسين الخليل "في الوقت الذي تمعن قيادات العدو الغاشم بممارسة عدوانها عبر نصب الاسلاك المزيفة والمصطنعة في بلدة أرنون وتحاول سلخ المزيد من ترابنا امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي يأتي اليوم الرد القاسي على سواعد رجال المقاومة ليبدد كل الاوهام السخيفة للعدو وليؤكد ان لا مأمن لضباطه وجنوده وان كل الاجراءات التي تتخذها قياداته لن تحميهم من قبضة المقاومة". وأضاف "لا اعتقد ان هذه العملية هي الصدمة الاولى ولن تكون الاخيرة للمؤسسات العسكرية الاسرائيلية وما سمعناه اليوم يشكل اكبر دليل عملي وحسي الى ان ضم بعض القرى سيضع المجتمع الصهيوني وقياداته في المأزق تلو المأزق وان لا خيار امام العدو الا الانسحاب من ارضنا او البقاء تحت مطرقة المقاومة والمقاومين".