جددت تونس وقوفها إلى جانب ليبيا لرفع العقوبات الاقتصادية التي قررها مجلس الأمن في حقها منذ العام 1992، وتعهد البلدان تطوير تعاونهما وتنشيط المبادلات التجارية الثنائية. جاء ذلك في ختام اجتماعات ضمت مسؤولين في الحكومتين وترأسها من الجانب الليبي أمين اللجنة الشعبية العامة رئيس الوزراء محمد أحمد المنقوش ومن الجانب التونسي الوزير الأول الدكتور حامد القروي. وكان القروي بدأ زيارة رسمية لليبيا الثلثاء حاملاً رسالة من الرئيس زين العابدين بن علي إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، لم يكشف عن فحواها، لكن مراقبين رجحوا أن تكون متعلقة بالمساعي التي يبذلها البلدان لإحياء الاتحاد المغاربي الذي يضم، بالاضافة إليهما، كلاً من المغرب والجزائر وموريتانيا والمجمد منذ العام 1995. وأجرى القروي والمنقوش جلستي عمل أمس وأول من أمس في حضور عدد كبير من الوزراء في الحكومتين خصصتا لتقويم حصاد التعاون الثنائي منذ الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة في شباط فبراير الماضي في تونس، وآفاق تنشيط التعاون الثنائي في الفترة المقبلة. ويجتمع رئيسا الوزراء التونسي والليبي في شكل دوري كل ستة شهور في إحدى العاصمتين بالتناوب لتقويم أداء المؤسسات المشتركة والعمل لرفع العراقيل من طريقها. وطغى على اجتماعات القروي - المنقوش الاهتمام بتطوير التعاون الاقتصادي. وقال مصدر مطلع ل "الحياة" إن الزراعة والطاقة والتجارة والبحث العلمي والطب هي القطاعات التي حظيت باهتمام الوفدين الحكوميين، فيما أكد القروي أن "تطور التعاون في هذه القطاعات الحيوية يمنح الجهود المشتركة بعداً عملياً يعود بالنفع على المواطنين في البلدين، ويعمق قناعتهم بحتمية التكامل". يذكر أن ليبيا تأتي في المرتبة الأولى بين شركاء تونس التجاريين على الصعيد العربي، فيما يدرس الجانبان حالياً مشروعاً لمد أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من ليبيا إلى مدينة قابس الصناعية جنوبتونس تنفيذاً لتعهد قطعه العقيد القذافي خلال زيارته الأخيرة لتونس أواخر العام 1996. إلا أن مصادر مطلعة أفادت أن المحادثات تطرقت كذلك إلى التطورات الأخيرة لأزمة "لوكربي". وقالت إن التونسيين أثنوا على المبادرات والمواقف الليبية، كونها "عكست الاستعداد للتعاون مع الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية مشرفة للأزمة". كذلك شملت المحادثات الأوضاع الراهنة للاتحاد المغاربي والعوائق التي تعطل معاودة تنشيط مؤسساته، وأكدت المصادر ان الجانبين جددا تمسكهما بالإطار المغاربي "خياراً استراتيجياً لا تراجع عنه". وأتت زيارة القروي إلى ليبيا ومحادثاته مع كبار المسؤولين الليبيين بعد شهر من زيارة نظيره المنقوش إلى الرباط حيث رأس مع عبدالرحمن اليوسفي اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، وكذلك بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها اليوسفي إلى تونس لرئاسة الوفد المغربي إلى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، ما يعكس رغبة العواصم المغاربية تنشيط العلاقات الثنائية. إلا أن مراقبين شككوا بأن يؤدي تعزيز العلاقات الثنائية إلى تحريك المؤسسات المغاربية وإنهاء تجميد الاتحاد.