الأزمة العراقية وعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط ستكونان في صلب محادثات الرئيسين الاميركي والفرنسي، غداً الجمعة. ويصل الرئيس جاك شيراك اليوم الى واشنطن في زيارة عمل بدعوة من الرئيس بيل كلينتون. وينتقل شيراك مساء غد الى نيويورك ليلتقي صباح السبت الأمين العام للأمم المتحدة ثم يعود الى باريس. وقال مصدر اميركي مطّلع لپ"الحياة" ان اللقاء بين الرئيسين لن يغيّر الموقف الاميركي بالنسبة الى العراق. وأضاف ان الخبراء الفرنسيين لم يعطوا أي ردّ على أسئلة اميركية مطروحة منذ شهرين بشأن الأفكار التي طرحتها فرنسا في مجلس الأمن للخروج من الأزمة العراقية. وأشار المصدر الى ان فرنسا اقترحت رفع العقوبات على أن تكون هناك مراقبة طويلة الأمد للتسلّح العراقي مع مراقبة شديدة لعائدات العراق إلا أن فرنسا لم توضح كيفية التعامل مع ما تبقّى من تفتيش للتسلّح العراقي منذ توقف "الاونسكوم" في العراق. ففرنسا في نظر الولاياتالمتحدة، تريد الانتقال الى مرحلة جديدة وهي مراقبة التسلّح المستقبلي متناسية ما تبقّى من ماضي التفتيش. واعتبر المصدر أن فرنسا تقترح مراقبة العائدات العراقية ولكنها لم تعط الخبراء الاميركيين تصوّرها لهذه المراقبة. وأكدّ المصدر ان اللقاء بين الرئيسين مفيد لتبادل الرأي إلا أنه لن يؤدي الى نتيجة عملية تغيّر الموقف الأميركي. أما المصادر الفرنسية فقالت لپ"الحياة" إن الحوار والنقاش حول موضوع العراق يجري حالياً في مجلس الأمن حيث يتداول أعضاؤه الأفكار المتعددة للخروج من الأزمة، وبينها افكار طرحتها فرنسا وفصّلتها، وأن المشاورات الدائرة حالياً هي تقنية وجديّة وتتناول كيفية إنشاء نظام مراقبة جديد للتسلّح العراقي. وأضافت ان الوضع الحالي بين العراق والمجموعة الدولية "غير مرضٍ"، وان فرنسا موافقة كلياً على هدف مراقبة التسلّح في العراق كما أنها موافقة على أن الرئيس العراقي صدّام حسين مسؤول عن عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن، أما بالنسبة الى وسائل تحقيق هذه الأهداف هناك اختلاف في الأسلوب. ففرنسا تقول إن الوضع الراهن لا يساعد على التوصّل الى الأهداف لذا فهي ساهمت بهذه الأفكار في مجلس الأمن من أجل التوصّل الى حل للخروج من الوضع القائم الذي هو حالياً عبارة عن عدم وجود مراقبة دولية للتسلّح في العراق وهذا خطير وينبغي إيجاد حل له. واعترفت المصادر بأن المشاورات بين كلينتون وشيراك حول الموضوع لن تتناول اي خطة فرنسية جديدة بالنسبة الى العراق فالمسألة موضوع نقاش في الأممالمتحدة. وأكدت أن العراق لن يكون الموضوع الأساسي في زيارة شيراك نظراً الى ان التطورات المرتبطة بكوسوفو تبدو اكثر الحاحاً. أما بالنسبة الى عملية السلام في الشرق الأوسط، فيعتبر المصدر الاميركي أن أي شيء تقوله أوروبا بالنسبة الى الدولة الفلسطينية قبل 4 أيار مايو "قد يؤثر في الانتخابات في اسرائيل، وهذا ما لا تريده الادارة الاميركية". والموقف الاميركي من موضوع "الدولة" هو أنه "ينبغي أن تكون موضع تفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اطار المرحلة النهائية". وتؤكد المصادر الفرنسية ان هدف اوروبا الوحيد هو البحث عن السلام في المنطقة مع الحفاظ على أمن اسرائيل وحق تقرير المصير للفلسطينيين وأن الحل الدائم هو الضمان للسلام "فالكل متفق على انه ينبغي ألا يعلن رئيس السلطة الفلسطينية الدولة في 4 أيار تجنبّاً لاعادة انتخاب نتانياهو ولكن كل الدول لا تتدخل في قرار عرفات الا ان فرنسا تعمل على إقناع شركائها بمساعدته ودعمه في حال قرّر تأجيل اعلان الدولة". ولكن يبدو ان الرئاسة الاوروبية التي تتولاها المانيا حالياً متشددة في رفضها تقديم بيان اوروبي يتضمن الموافقة على الدولة الفلسطينية، ولكن المحادثات لا تزال جارية في هذا الشأن بين مصر وفرنسا من جهة والشركاء الاوروبيين من جهة ثانية. ويرافق الرئيس شيراك في زيارته وزير المال والاقتصاد الفرنسي دومينيك شتروس - كان والمستشاران جان دافيد ليفيت وجان فرانسوا جيرو. ولم يتأكد أمس اذا كان وزير الخارجية هوبير فيدرين سيرافقه في الرحلة، اذ ان فيدرين قد يضطر للبقاء في باريس لمفاوضات رامبوييه حول كوسوفو.