تل ابيب - أف ب، اب - اظهرت نتائج الانتخابات التمهيدية التي اجراها حزب العمل الاسرائيلي المعارض ان انصار قيام دولة فلسيطينية، وفي مقدمهم النائب اليهودي الشرقي شلومو بن عامي، احتلوا اربعا من المراتب الخمس الاولى على لائحة مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية التي ستجري في 17 ايار مايو المقبل. وفاز بن عامي بالمرتبة الاولى متقدما على الوزير العمالي السابق المكلف عملية السلام يوسي بيلين. واحتل الثالثة جنرال الاحتياط رئيس هيئة الاركان السابق ماتاي فلناي الذي استقال من الجيش قبل اسابيع، ويصنفه المعلقون بين "الصقور" في ما يتعلق بعملية السلام. وتقدم فلناي على شخصيتين أخريين من الجناح اليساري في الحزب هما رئيس الوكالة اليهودية ابراهام بورغ والنائب العام عوزي برعام. ويتزعم لائحة العمل رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الوزراء ايهود باراك. ويأتي بعده رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز. ولم تشمل الانتخابات التمهيدية موقعهما على لائحة مرشحي الحزب، مما يعني ان بن عامي، الاول في الانتخابات التمهيدية، سيكون الثالث على لائحة الحزب. ومن المتوقع ان تتغير اللائحة التي يتزعمها باراك واطلق عليها اسم "اسرائيل واحدة"، اذ انه احتفظ لنفسه بامكان تعيين اربع او خمس شخصيات من خارج الحزب. ويسعى باراك خصوصا الى استقطاب وزير الخارجية السابق المنشق عن "ليكود" ديفيد ليفي وبعض المتدينين المعتدلين. وقال للاذاعة امس ان "ليفي يتمتع بثقل وطني وآمل في ان ينضم الينا". ويعتبر ليفي 61 عاما الذي ولد لعائلة فقيرة هاجرت الى اسرائيل من المغرب عام 1957 المدافع عن اليهود الشرقيين الاكثر فقرا في المجتمع الاسرائيلي. واعتبر رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو ان لائحة العمل التي انبثقت من الانتخابات التمهيدية هي "الاكثر يسارية والاكثر تطرفا" التي يقدمها الحزب. واضاف في تصريح الى الاذاعة ان "معظم الشخصيات التي اختيرت مستعدة للتنازل سلفا عن كل شيء لپالرئيس ياسر عرفات وتؤيد قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس". وقال بيلين للاذاعة ان "الانتخابات التمهيدية اثبتت اننا فخورون باننا يساريون واننا حزب السلام". اما بن عامي فصرح بعد فوزه في المرتبة الاولى: "اريد ان اعطي حزب العمل قلبا اجتماعيا لكي يصبح مثل الاحزاب الديموقراطية الاجتماعية في اوروبا التي تعطي القضايا الاجتماعية اولوية على قضايا الدفاع والامن". وقلل من اهمية اصوله اليهودية الشرقية، قائلا: "شهادة ميلادي ليست اهم شهاداتي". ويشكل حصول بن عامي 56 عاما، الذي ولد ايضا في المغرب، على المرتبة الاولى نجاحا شخصيا كبيرا لهذا الديبلوماسي الخبير في التاريخ، اذ كان في المرتبة ال34 والاخيرة على لائحة الحزب ابان الانتخابات الاخيرة عام 1996. كما يعتبر نجاحه مفيدا للعمل، اذ يسمح له بتلطيف صورة "الصقر" الملاصقة لباراك ويسمح للحزب باصلاح الاضرار التي اثارها النائب اوري اور في صفوف الناخبين اليهود الشرقيين بسبب تصريحات مهينة لليهود المغاربة. ولم يحصل اور على موقع جيد في اللائحة يسمح بانتخابه. ومع بن عامي سيكون للعمل مرشح من اليهود الشرقيين في موقع قوي لمواجهة حزب "الوسط" الذي يتزعمه اسحق موردخاي العراقي الاصل، وتكتل ليكود اليميني الذي يتزعمه نتانياهو والذي اختار كثيرا من اليهود الشرقيين السفارديم في المراتب الاولى من لائحته للانتخابات. واعلن بن عامي مرارا تأييده قيام دولة فلسطينية، معتبرا ان هذا الامر "لا مفر منه" وان "المهم بالتالي هو بذل كل ما هو ممكن لتقيم هذه الدولة علاقات ودية مع اسرائيل". يذكر ان بن عامي ولد في طنجه المغرب وهاجر الى اسرائيل وهو في ال 12 من العمر. درس التاريخ في جامعة تل ابيب وعينه وزير الخارجية في تلك الفترة شمعون بيريز سفيرا في اسبانيا حيث شارك بفاعلية في التحضير لمؤتمر السلام الذي عقد في مدريد عام 1991. وبعد عودته تخلى عن العمل الاكاديمي وانخرط في صفوف العمل الذي يعتبر معقلا لليهود الغربيين اشكيناز. وهو لا يخفي طموحه في ان يصبح يوما اول يهودي شرقي يتولى رئاسة الحزب. الى ذلك، افاد استطلاع للرأي اجراه معهد "داحاف" للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان كلا من نتانياهو وباراك سيحصل على 45 في المئة من الاصوات في الدورة الثانية من الاقتراع لمنصب رئيس الحكومة، في حين لم يتخذ 10 في المئة ممن شملهم الاستطلاع قرارا حتى الآن. وكان استطلاع اجري قبل عشرة ايام اشار الى تقدم باراك بست نقاط. من جهة اخرى، ذكرت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي اول من امس ان الشرطة فتحت تحقيقا في تهديدات بالقتل تلقاها باراك.