أعلن الكرملين اليوم (الجمعة) وفاة رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف الذي شغل أيضا منصبي وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات الروسية في السابق، عن 85 عاما. ولد بريماكوف في العاصمة الأوكرانية كييف العام 1929 ونشأ في عاصمة جورجيا تبليسي وبدأ مشواره السياسي خلال الحقبة السوفياتية. وبعدما تخرج من قسم اللغة العربية في "معهد موسكو للدراسات الشرقية" العام 1953، انتقل الى العمل كمراسل للإذاعة والتلفزيون الرسمي، وشغل وظائف عدة في منطقة الشرق الأوسط خلال ستينات القرن الماضي. دخل بريماكوف البرلمان السوفياتي في 1988 وترأسه عامي 1989 و1990، ثم لعب دورا بارزا في جهود باءت بالفشل سعى خلالها إلى وقف حرب الخليج (1991) حين أرسله الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف لإجراء مفاوضات في بغداد مع الرئيس العراقي صدام حسين واقناعه بالانسحاب من الكويت التي اجتاحها. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عين بريماكوف رئيسا لجهاز الاستخبارات الروسي (إس. في. آر)، ثم عين وزيرا للخارجية في كانون الثاني (يناير) 1996. وكانت دول العالم تنظر الى بريماكوف على أنه أحد "الصقور"، لكنه كسب احترام أقرانه ومن بينهم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت خلال المفاوضات الخصوصاً بتوسيع "حلف شمال الأطلسي". في أيلول (سبتمبر) 1998، عينه الرئيس آنذاك بوريس يلتسن في منصب رئيس الوزراء بعدما رأى ان شخصيته الوسطية قد تساعد في تخفيف التوترات السياسية التي أعقبت انهيار الأسواق والتعثر الاقتصادي. وفي 2003 تكررت مهمة بريماكوف في العراق حيث التقى صدام حسين بناء على طلب بوتين سعيا لإجراء محادثات سلام. وبعد ذلك بثلاثة أيام بدأ غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. وفي وقت لاحق ترأس بريماكوف مجموعة ضغط تجارية. وكان ينظر إليه باحترام باعتباره أحد رواد رجال الدولة الحكماء في روسيا.