أكدت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة"، امس، أن واشنطن قدمت عرضاً لحركة "طالبان" عبر إسلام آباد يتضمن سعيها إلى التوسط في تحسين علاقاتها مع الدول الخليجية وإعادة منظمات الإغاثة الى أفغانستان والعمل على وقف الدعم للمعارضة، في حال أقدمت الحركة على تسليم أسامة بن لادن أو إبعاده. وقال زعيم "طالبان" في حديث الى "الحياة" نصه ص 8 انه لا يعرف الى اين توجه ابن لادن الذي "نظن انه اختفى في مكان ربما يكون داخل الاراضي الافغانية". ونفى ان يكون على خلاف مع ابن لادن، مستغرباً الربط بين الاعتراف بحكومة "طالبان" ووجود ابن لادن في مناطق سيطرتها في حين "لم نسمع ان اي دولة ناصبت الحكومة السابقة العداء لأن ابن لادن كان على علاقة بهذه الحكومة". لكن مصادر افغانية اعربت عن اعتقادها بأن ابن لادن اختفى بالتنسيق مع الحركة التي قدمت له عشرة حراس لتسهيل حركته، شرط ألا يقدّم هؤلاء أي معلومات عن مكان اختفائه أو وجهة تحركه. و فسّرت المصادر هذه الخطة بأنها تهدف الى الحؤول دون تعرّض ابن لادن للإغتيال أو الخطف. وكانت مصادر باكستانية مطلعة أبلغت "الحياة" أن واشنطن عرضت اخيراً تقديم تسهيلات اقتصادية ومالية لإسلام آباد في مقابل مساعدة الاخيرة في إغلاق ملف ابن لادن في غضون ثلاثة أشهر، خصوصاً أن باكستان ترتبط بعلاقات وطيدة مع الحركة. وفي القاهرة، أكدت مصادر مصرية رسمية ان أسامة بن لادن لا يزال موجوداً داخل الأراضي الأفغانية. ونفت تقارير أفادت أنه فُقد. وأوضحت أن عشرات من الاصوليين المصريين من أعضاء تنظيم "القاعدة" وجماعة "الاخوان" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري، لا يزالون يحيطون به على رغم ان رفاقاً لهم كانوا غادروا الأراضي الأفغانية قبل أسابيع بعد ازدياد الضغوط الأميركية على حركة "طالبان". واستبعدت المصادر أن تقدم "طالبان" على إبعاد ابن لادن عن الأراضي التي تسيطر عليها. ولفتت إلى أن الحركة "تستمد شرعيتها من كونها حركة اصولية"، ورجحت ان يكون زعماء "طالبان" توصلوا إلى اتفاق مع ابن لادن يقضي بنقله مع بعض من مساعديه وأسرهم إلى منطقة أخرى غير قندهار ووقف تصريحاته الإعلامية، تفادياً لضغوط أميركية وغربية جديدة ضد الحركة. غير أن المصادر لم تستبعد أن ينتقل ابن لادن في وقت لاحق إلى مناطق أخرى داخل الأراضي الأفغانية لا تخضع لسيطرة "طالبان". ولفتت إلى أن غالبية قادة الفصائل الأفغانية لم يدخلوا في عداء مع ابن لادن باستثناء أحمد شاه مسعود.