حرص الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال على تفعيل "العرف" الدستوري الذي يبعد العائلة المالكة عن المواقع الرسمية. وظل أفرادها موزعين بين القوات المسلحة الأردنية التي تمثل الاجماع الوطني، وبين العمل التطوعي الخيري، اضافة الى الديوان الملكي. والملك الجديد عبدالله بن الحسين الذي حمل رتبة لواء وتولى قيادة تشكيل "العمليات الخاصة" لم يكن يشارك في الحياة الرسمية الا عند مغادرة الملك الراحل وولي عهده السابق الأمير الحسن البلاد، اذ كان يشغل احياناً موقع "نائب الملك"، وهو موقع موقت لا يُشغل إلا في غياب الملك لسفر أو مرض. وفي آخر مقابلة مع شبكة التلفزة الاخبارية الاميركية "سي.ان.ان"، انتقد الملك حسين شقيقه الأمير الحسن لقيامه "بأعباء كثيرة أكبر مما لو كان في الوضع الطبيعي لأنه يجب ان يكون لاعب الاحتياط المجهول"، ولا ينص الدستور الأردني على أي صلاحيات لولي العهد، في حين انه ينيط السلطة التنفيذية بالملك ويعتبره رأس الدولة. وفي العهد الأردني الجديد نصب الأمير حمزة ولياً للعهد، "اجماعاً من مجلس العائلة وتنفيذاً لرغبة الملك الراحل"، ووقف في صف العزاء بعد عميّه الأميرين محمد والحسن وأخويه اللذين يكبرانه الأميرين فيصل وعلي، وكان الأمير حمزة قطع دراسته في كلية ساندهيرست العسكرية ليشارك في مراسم عزاء والده، وسيعود الى دراسته بعد الإجازة القسرية. أكبر أخوة الملك عبدالله هو الأمير فيصل 33 عاماً، وهو أخوه الشقيق من الأميرة منى البريطانية الأصل، وليست له أي نشاطات في الحياة الرسمية، وهو يقود جناح النقل الجوي في سلاح الجو الملكي الأردني، ومتزوج من الأميرة عالية الطباع. ويلي فيصل الأمير علي 22 عاماً وهو ابن الملك من زوجته الملكة علياء الفلسطينية الأصل التي توفيت في حادث تحطم طائرة سنة 1977، وهو يدرس في جامعة بوسطن. وكان حزنه على فراق الملك حسين مضاعفاً اذ صادف ذكرى وفاة والدته بعد يومين من وفاة الملك. والأمير علي معروف برياضة الفروسية وسبق له ان قاد السنة الماضية رحلة على الخيل مع الفرسان الشراكسة الى بلاد القوقاز. وللملكة نور نجلان هما حمزة ولي العهد والأمير هاشم 14 عاماً الذي ما زال طالباً في المدرسة. كذلك لا تشغل نساء العائلة المالكة مواقع رسمية. فلقب الملكة الذي تحمله الملكة نور 48 عاماً، ومن المتوقع ان تحمله الأميرة رانيا 28 عاماً بعد انتهاء ثلاثة اشهر العزاء، لا يعطي صاحبه حقوقاً دستورية وانما هو جزء من حقوق الملك في الدستور "ينشئ ويمنح ويسترد الرتب المدنية والعسكرية والأوسمة وألقاب الشرف". وفي الوقت الذي لعبت الملكة زين 1916 - 1994 دوراً أساسياً في الحياة العامة نظراً الى رئاستها مجلس الوصاية بعد وفاة الملك طلال، اقتصر دور الملكات من بعدها على العمل التطوعي والتنموي والخيري. وفي رسالة للملك حسين بعث بها من مايو كلينيك، كلف قرينته الملكة نور برئاسة اللجنة الوطنية لمكافحة مرض السرطان. وكانت الملكة نور خلفت الأميرة ديانا في رئاسة اللجنة الدولية لضحايا الألغام. ومع تتويج الملك عبدالله برزت الأميرة رانيا الياسين التي ستحمل لقب ملكة بعد انتهاء الحداد الرسمي في الديوان الملكي الذي يستمر ثلاثة اشهر. والأميرة رانيا 28 عاماً تزوجت من الملك عبدالله في 1993، وهي من أصل فلسطيني وابنة طبيب ثري قدمت من الكويت في 1992، وكانت تخرجت من الجامعة الاميركية في القاهرة، وعملت في مجال الحاسبات الالكترونية قبل زواجها. وعرفت بعد ذلك بالعمل التطوعي من خلال رئاستها جمعية خيرية. وقد نظر الأردنيون من أصل فلسطيني بارتياح الى الملكة الجديدة التي ما زال أقاربها يقيمون في قرية ذنابة في طولكرم. أكبر بنات الملك الراحل الأميرة عالية الأبنة الوحيدة من الملكة دينا أولى زوجاته، وهي من أشراف الأردن عاشت في مصر بعدما أنفصل عنها مبكراً. وتعنى الأميرة عالية برياضة الخيول وتشرف على رعاية سباقات الخيول التي تقام في الأردن. وتتعاون في هذا المجال مع نظرائها الأمراء والأميرات العربيات. وتشغل الأميرة عائشة شقيقة الملك عبدالله مسؤولية مديرية شؤون المرأة في القوات المسلحة الأردنية وهي أول مظلية أردنية. ومن اللافت ان بنات الملك حسين تزوجن من عائلات أردنية عادية وليس من العائلة المالكة. وللملك ثلاث بنات غير متزوجات يتابعن دراستهن، وهن الأميرة هيا ابنته من الملكة علياء والأميرتان ايمان وراية وهن أصغر بناته من الملكة نور.